أليس كأسك
الثمل مثيرا للشفقة تمشي متمايلا به كشجرة اشتثّتها السماء من أخمص قدميها فلطالما
كنت تهوى العيش بين حفر من كذب ولكم هي مليئة ذاكرتك بالحفر تراودني في تعثّراتك
العشقية أسئلة من ماء ووحدها كراساتك القديمة تحدّثني عنك وعن معاطف الشتاء التي
كنت تلبسها للقائي في يوم معزول دون شمس مستعدا كنت دائما للفّ ابتسامتي بمنديل
تخرجه من جيبك عنوة وكأنما مناديلك الورقية كلها قد وزّعتها على دموع كل النساء
ألست اليوم تبدو منحني القامة كنخلة استنزفت الأيادي كل ثمارها فانحنت مستسلمة
لآخر يد تقطف ثمرها المذموم مخمورا كنت دائما في محبّتي لا تغادرك كؤوس اللعب
والعبث قد تركت لي يوم التقينا وعودا على كرسي طالما انتظرتك فيه كنت تأتي دائما
متأخرا وكأنك رجل أعمال لاتخلو مفكرته اليومية من صفقات عشق جديدة ولا حتى من
اجتماعات تعقدها في طريقك آتيا اليا وقحا في حبك المسكون بجنيّة ممسوسة تحرّكك
كيفما شاءت بخيطانها المنسوجة حول عنقك وأبخرة من الأكاذيب المحترفة تنفخها في وجه
قسوتك كي يظل قناعك الجميل في كامل أناقته فمن الرجولة المنفوخة هباء أن تتسلّى
بوعود لا تستطيع مشاعرك المعلّبة الوفاء بها فبأي صابونة تعوّدت على غسل وجهك
البغيض فرائحته المعفّنة بالنفاق قد خنقتني وأسكنتني في حفرة مظلمة وكانما بدت لي
كغرفة نومك التي كنت تحدّثني عنها يتوسّطها الفراغ ويزيّنها الظلام خالية هي من
إنارة ترشدني الى مكانك المنزوع الجذور وكأنما مستعد انت دائما للسفر بين محطات
مجهولة لا قطار فيها غير أفكاري التي تلاحقك أينما ذهبت فملعونة هي إذن كلّ مشاعري
التي كبرت فيك وبك ومعك ملعونة حتى الموت أوردتي المتعلّقة بمعطفك الشتوي كنت
هاهنا تمدّ لي جميع أنفاسك دون خوف كي أتسلّق بها كفقاعة ناعمة الملمس عنان
الأشياء من حولي كنت أرى فيك نفسي أرى الشمس بوضوح معك غير أن الشمس ماعادت نفسها
تلك التي كنا نراها معا ماعادت تسلّيني أنفاسك العليلة ماعادت غربتك تستفزّ أشواقي
إليك ماعاد حضورك يحدث فارقا طالما صرت السيف الذي يشقّ صدري المتعب من كثرة
الانتظار فأي الرجال أنت .... إن لم تكن وليد الحفر.
خديجة ادريس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق