وضعت أصابعي على دفاتري
القديمة وشممت عطرها القديم فاسترسلت الأحداث في ذاكرتي واستفزتني للرحيل بين
محطاتها وأمطارها الموسمية كضحكة هستيرية سقطت في فنجان الخريف استيقظت فجأة على
خطا أوراق الزهور التي تناثرت حولي كما تتناثر النجوم حول القمر المائل للسقوط
فتحت عيني المبللتين بذكرياتي المعلقة فوق رأسي كتاج محلى بالسكر فرحت أتفقده
وأروي له قصص عشقي المنسية فترد الزهور مبتسمة وعلى نغمات النسيم تطارد ما تبقى لي
من صفحات ظلت يدايا تتفقدان كل جزء فيها تراها الزهور أدركت اني على موعد مع
ذكرياتي واحتارت كيف للذكريات أن تضرب لي مواعيدها كل يوم وتوقفني كل يوم على عتبة
حزني تحاورني تداعب وفائي لها وكل يوم تزيد لي وساما فترقى الزمردة الى لؤلؤة الى
ياقوتة حب منسي مرصع بأجمل ذكرى وأتعس ذكرى مرت على شرفات أجفاني تراها الزهور
ستفضح قصة عشقي لخريف مدلل ظل يتبعني ....تراها ستنشد لي اغنية جديدة لحب لم يأت
بعد تراها ستكبلني بعطرها وتتقاذفني أوراقها نحو تلة لم تخلق بعد سأجلس فوقها
وأداعب عشبها وأكلم عصافيرها وأنحت على صخرها اسما جديدا لامرأة تسكنني ستولد
قريبا بين تلال الذكريات وتخز كل أوجاعي وتطردها عني بل تحاورها تحاصرها بخصلات
شعرها المائل نحو البحر تراها ستفضحني الزهور وتلعن دموعي التي ضيعتني تراها
ستكتبني نحلة وفية لبساتين الزهر فهل ستزهر عاما جديدا لخريف مرصع بالزهور وأنا
وحدي العالمة أنها تنتحر فيه فكيف لي أن أظل على وفائي لخريف يسكنني ظل ينازع كل
نفس لآخر زهرة تورق بداخلي ..................خديجة ادريس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق