أتاني في صورة حلم أبيض وضع
صوته الجميل على وسادتي الباكية ؛ وأنا بين الحياة والموت أتقلّب كتفاحة دحرجها
السّقوط نحو قاع الغرفة التي احتوت حلمي الجديد الواقف صوب سكرات قلبي الموجوع ؛
مدّ لي يده وكأنّ النّور هو في صورة ظلّ سكن قاعي وأركان غرفتي الباردة ؛ سألته
منتحرة وعلى فرش الضّياع استقام عودي المتناثر كريش طائر ماظلّت جناحاه تحملانه
الى سماء حبيبته ؛ كل الريش أنا وكل الأجنحة المكسورة أنا وكل الوجع أنا وكل
الدّموع أنا وكل الباحثين عن حذفهم أنا وكل المنتظرين أنا وكلّ المحطّات المهجورة
أنا وكلّ الصمت أنا وعلى ذكر ملك الموت هذا مددت أحلامي المنهكة وضممتها ضمّة قلق
؛ وسألته من رأس الجرح الممدود قربي تراك جئتني لتسرق أحلامي الجاثية على نوافذ
الموت ؛ تراك جئتني في توب النّور لتغريني بالحياة أراك ما مددت نحوي يداك تراهما
من نسج الوهم هما ...أم أنّي صرت أتوهّم حضورك وغيابك وكأنّك مبرمج على الترحال
المستمر؛ عدّلت من جلستي وتركت ذات الوجع وجعي وفتحت عينيّ النائمتين وشحذتهما
بآخر نظرة حيّة و شحنت من الأسئلة ما يكفيني لأبقى أكبر قدر من الحضور ووجدت ذات
اليد قربي ممدودة كعنقود مبتسم الوجنتين حبيباته المغرية بالأمل تناديني وأنا
المكسورة بجرحها المسموم ؛ كيف له بل كيف لي أن أمدّ لك يديّ المليئتين بالكدمات ؛
كيف لي أن أمدّ لك جسرا مهدوم ؛ جسما محموم ؛ قلبا آول للسقوط ؛ كيف لي أن أقطف
وأنا المقطوفة كيف لي أن أقطع شوطا نحوك وأنا المقطوعة من قلب الجذور
وانطفأت دمعتها المحمومة بلهيب شوقها ووزّعت بين فرش
الضياع ابتسامتها وتقلّبت كأنّما مستعدة هي للرحيل بين ذكرياتها أفق الحلم المعلّق
على جذر قلبها صار يتساقط كورقة من فسيفساء جوعها تحلّلت في تربة مليئة بالحشرات
ومدّت يدها لتنتشل بعضها المنثور وكانها مدّت كفنها ليستقبل خيبتها جرحها صداعها
قرحتها مغص الندم فكلّها نهايات مؤلمة مسكّنات لبداية واحدة أخطات المسير أيّها
النور الجميل علّك أخطأت الغرفة أطالب يدي المعتمة المرهقة ..... أرى نورك القريب
ينطفئ في حضرة الستائر الماضية يتذبذب منتشيا مصباحي النائم وكل شموعي الذائبة
تراك حقا أخطأت عنواني الذي لم يعد في الخدمة أم أنك مجرّد وهم أخطأته فوضى النعاس
التي صارت عنواني الجديد .....
خديجة ادريس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق