الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

فصل ... اللّغة



تفقد اللّغة عندي طفولتها ....
 حين تتحرّك كثيرا بداخلي
 فيصغر مقاس السّماء
 وتتّسع حدقة التّفكير بك
 وبما آل إليه حالي 
لست أدري إن كنت اللغة .... 
أم اللغة كانت أنت .... 
فتهيج أحرفك .... 
ويقصر عمر دفاتري .... 
وينحني القلم ساكبا
 فمه
وشوقه
 وهذا الوجع المارّ ببطئه
يخنقني ويخلق مسافة وقطار ....
ومحطة يسلبها الانتظار ....
فأعود من حيث بدأت ..
أصغي لحركاتك بداخلي ....
حتّى تهدأ 
وتسكت عين الأرق
                         خديجة ادريس

صوتك ... وخاريطة عقلي



عندما يمرّر الهاتف إلـــــيّ ذبذبات صوتك ...
أفقد خاريطة عقلي ...
وأتيه في غابة حضوري
فلا أدري إن مرّ صوتك عبر الهاتف حقّا
أم مرّعبـــــــــر شعوري ....

ســـــ ..... أرحــــــــل





ســــــــــــــ ...... أرحــــــــــــــــل يعني 
سأفكّر في الرّحيــــــــــــــــــــــــل
وبين السّين ... والتفكيـــــــــــــــر
حروف لــــــــــــــــــــــن ترحـــل
وحضور لــــــــــــــــــــن يفكّــــر 
                                         خديجة ادريس

الجمعة، 5 أكتوبر 2012

وأهرب منك ...



وأهرب منك .... لأعود إليك ..
وأبتعد عنك .... لأقترب منك ..
وأنام بعيدا ..... لأستيقض في حضنك
كزهرة صفراء .... لا تقبل شريكا لها
كفراشة تحطّ لتطير مجدّدا ....
وتستقرّ طويلا .... في مقلتيك 

                      ... خديجة ادريس ...

وسادة .... للتفكير


حين أضع رأسي على وسادتي
يجلسني التفكير بك ...
فموفّقة إذن هي المجالس .... 
والمواكب في سيرها الكبير ...
          .... خديجة ادريس ....

زجاجة .... تلمع



قد أبدو قاسية من الخارج 
كزجاجة تلمع .... لتصفع 
بينما أنا من الدّاخل ...
كلمات تدمع ... لتدفع ...
جرحا ما .....
بدأ في ربيع شوقه 
يلهو .... ويرتع .... 
                          .... خديجة ادريس ....

حبّات .... ألــــــــــــــــــــــــــــم



بقلبي آلام لا تسكنها حبّات الوجع 
فياليتها تسافر إليه تباعا 
ليدرك انّي من دونه 
مجرد سراب يبحث عن متّسع 
           .... خديجة ادريس ....

وأبحث بين ... حبّات السّكر


وأبحث عن مفقود  بين حبّات السكّر ... أقلّب فنجاني يمنة ويسارا علّه يخرج  من بين نفحات العنبر... أبحث عنه بين فتات ما ترك وأكثر ... ليته فقط يسمع أنين أصابعي الباحث عنه     ... وما تخلّفه صوره البعيدة وصوته وهذه الحفر وهذا السّفر ...أبحث عنه ولست أعرف غير أنّي أبحث عنه بين حبّات السكّر
                   خديجة ادريس

وأشحذ صوتك




وأشحذ صوتك من شوارع النّسيان ، وأهذي بدراهم أحرفك في طبق الشّوق المعروض للعيان  ... وأحمل حين تخفّ الخطى كبئر معطّلة خيطا وإبرة لأنسج بهما روحا تسكنني أعياها المكان .... وأمضي .... مثلما بدأت أشحذ من جديد .... وأمدّ شراعا من حديد ... لأصل إليك مهزومة ... فارغة من وجعي أحمل طبقي المليئ بك .... وأخرس برفق عنق الزّمان .... فياليتها نبرات صوتك تسكن هذا الطبق .... لانفض عنّي غبار القلق .... وأغادر برفق برفق  هذا النّفق ....فأدوار التّسوّل تليق بي فقط إن أنت منحتني صوتك وأسكنته هذا الطبق ....... 
                                            خديجة ادريس

شيئ .... من حياتي



أحيانا يسوق لك القدر نماذج بشريّة تلقّنك الحياة  حين تكون فاقدا للقدرة والرغبة على فعل أيّ شيئ  .... 
استيقضت ذات صباح مريضة جدا ، لا رغبة عندي للحركة .... كابرت وارتديت ثوب المحاولة في أن أكون كأيّ شخص عادي يستيقض من النّوم متجها إلى عمله ... لكنّي  تركت في فراشي كلّ ما يدعوني للتفاؤل والمرح ..... وحينما دخلت مقرّ عملي وانهمكت قليلا في بعض الاعمال العالقة ، اتّجهت نحوي احدى المنظّفات اللواتي يعملن هناك .... قاطعتني وبدات تحدّثني عن ابنتها وانا لا رغبة لي في تبادل أي حوار مع أيّ أحد ولا حتى ان أضحك في وجه من حملتها إليّ معها .... فمن واجب الكباردائما  أن يبتسموا ولو تمثيلا أمام الأطفال خاصة لو كانوا مميّزين مثل هذه الطفلة ... وشيئا فشيئا تركت القلم ووضعت العمل جانبا وبدات أصغي باهتمام  لهذه الطفلة ولأمّها ... حيث قالت لي أنها مصابة بمرض النّسيان المزمن وذاكرتها لم تبدأ بعد في نشاطاتها .... لا بل لم يكتمل جسدها .... فللذاكرة جسد يكتمل باكتمال ونضج العقل والجسد الخارجي .... أما هذه الطفلة فلا ذاكرة لها أليس عجيبا ان تقف امامي طفلة صغيرة محرومة من الذاكرة والذكريات ؟.... فبعضنا بل كلّنا ينبذ الذاكرة أحيانا .... لأنها لا تنسى شيئا ولا تطاوعنا في نسيان ما نرغب ... أما هذه الطفلة فهي تبحث عن ذاكرتها التي لم تعرفها بعد ، لم تجرّبها بعد .... أجلستها قربي مستسمحة إياي في ذلك ... وتركتها عندي لبعض الوقت .... فبدات أحدّثها عن احلامها عن حبّها للمدرسة وعن معلّمتها التي تحبها بدلا من معلّمها الجديد فقلت لها هل تعرف معلّمتك انك تحبينها كلّ هذا الحب قالت لي لا فأجبتها عليك ان تخبريها بذلك في المرة القادمة وتبادرت في ذهني فكرة وكأن المرح والنشاط الذي تركته في البيت قد استقلّ عصفورا خاصا ليلحق بي فتبادلنا الضحك سويا وشاطرتها القلم لتكتب وترسم لمعلّمتها حبّها لها ..... لاني رأيت انه من غير المعقول ان تبقى مشاعرها حبيسة قلبها الصغير فأردت أن أجسّدها في رسالة وكأنّنا نتحدّى النسيان القابع في عقلها الصغير .... ونهزمه بالكتابة والرّسم والتعبير .... وفعلا شددت على يدها ورسمنا سويا على الورق كثيرا .... وبدت الطفلة غارقة في الفرحة والسعادة كما أغرقني حضورها بذلك حين عجزت كلّ الدنيا عن ذلك .... لأنّها ناولتني فنجانا في الحياة قلّما أشربه في حالة اليأس التي مررت بها .... وحين رجعت والدتها قالت لها استمتعت كثيرا ..... هل تعيدينني إلى هنا ؟ وغادر صوتهما مكان عملي ونظرت صوب النافذة وقلت ....هناك بعض البشر كالعصافير أرواحهم الصغيرة تدقّ باب قلبك كثيرا لتغمره بالفرح واستانفت عملي من جديد وغادرني الحزن واليأس  حين اتّصلت بنور الحياة ....... وسمعت صوته الذي يغمرني فرحا لا يزول ... كم أحبّك يا نور النور
            خديجة ادريس  
                                        

نافذة .... لا تهدأ




ولا زالت تسكنني نافذة لا تهدأ ....  تظلّ توشوش لي في أذني .... وتستحضرك في مخيّلتي ... كلّما هزمني شوقك قبل أن يبدأ
                     ..... خديجة ادريس .....

لحظة ....صمت





ما أصعب تلك اللحظة التي أمرّ بها ... تتملّكني الرّغبة في الصّراخ ولا أقدر .... لأنّي لا أملك سوى الصّمت .... فما أقساها من لحظة تمرّ مرور فراشة عجوز أرهقتها السّمــــــــــــــــــــــاء .... وأعياها الزّهر الذابل وهـــــــــــــــــــــــذا البقـــــــــــــــــــــــاء .... 
                       .... خديجة ادريس ....

الصرخة ... المستعصية



يا صرخة مضت وأقبلت ....وتشكّلت كحبّات النّدى على ظهور المدى ... يا شوكة كملح البحر جفّفت صوتي .... وأتبعت شهيقي دموع الصّدى ... أوقفيني عن النّحيب واجمعيني حتّى يبرد الأدى .... فمتى يا صرختي ... متى منّي تولدي ويصير لصمتي شذى ....
                                  .... خديجة ادريس ....

فنجاني .... وأنت



جلست ذات صباح بارد ، أنظر للمطر واتحسّسه بيدي ... فقلّما تفوتني لحظات برد كهذه  .... لألبس معطف أفكاري على عجل  وأرتدي قبّعة الإبحارإلى داخلي على مهل ، فتتحوّل فجاة رئتيّ إلى غيمتين تشبه السّماء ، وتتكشّف المشاعر عندي كأشجار تعرّيها الرّياح لحظة غضب هادئ  يلزمه رشفة سريعة لقهوة يحتويها فنجان أبعدته يدايا دون وعي لحظة سفر ونقاء.... هكذا اجلس كلّ صباح ...وامدّد الوقت بالتفكير .... فالصورة التي تستحضرها وتتملّكك إلى درجة ألا تغادرك .... تستحق حقا الجلوس لتطاردها .... وتوقف زحفا لأفكار اخرى تبحث عن هوية بداخلك .... فأي مرور لصورة اخرى الآن خيانة عظمى في حق الشّتاء ، وفي حق هذا المطر الذي تعتصره الذكريات وأنا وحدي معك .... اكلّم صورتك وكأني اكلّمك .... حتى يعلن الفنجان عن نهاية جلسة  يرفعها الليل ويسدلها النّهار ، ويستحضرها وجودك الأبدي بداخلي ... فأطال الله بعمر هذه الجلسة التي تجمعني بك كل يوم .... لانها جلسة ممنوعة عن كلّ البشر إلاّ انت .....
                                    .... خديجة ادريس ....

وتكتبني الدّنيا ...


وتكتبني الدنيا قطعة منسية ..... 
معلّقة الروح
كتفاحة مقسومة لشطرين
روحين ممدودتين
على مائدة الزّمن

وسكين
وقلم بارد
وأصابع تبحث
عن يقين
 وفنجان مهزوم
ينتظر يديك فقط
لتكتمل القطع عندي
ويستفيق الحنين
 روح يتسلّقها الأمل
ويعتليها عبق
يكتبني وأكتبه
بيديك فقط
أكتمل كقمر
كتفاحة
كقطعة
يهجرها   صخب
الأنين
عد إليّ فانت أنا
وأنا انت هواء
يسافر بداخلي ليطرد
عنّي
الوجه الحزين 
                  ...... خديجة ادريس ......










منذ ... التقيتك


منذ التقيتك وأنا فاقدة لوعـــــــــــــــــــــي الكلمات ، تجرّني ابتساماتك كبالون يسافر بـــــــــــــــــي في الهواء ... ينفلت منّي تارة ، ويركن تارة أخرى في حضني ... كطائر أعياه السّفر بين الأرض والسّماء ... يسرّني جدا أن أكون أنت وان أقود بكلّ فخر روحك التي تسكنني  كطفل يسرّه في حضني البقاء ... فكثيرا ما دندنت في أذنيك أشواقي ...وأتعبك الصوتي الذي لا تغيب عنه نداءات اسمك ... عجولة انا كطفلة لأحضن ما فيك ، فكلّك يدفعني لأرتمي في حضن حضنك وانام في عيون النهار ... وكلّ العصافير تتقاسم مشهدنا من فوق وكأنّها سيّدة هذا اللّقاء .... 
                          ...... خديجة ادريس ......

السبت، 15 سبتمبر 2012

لحظة ... فقط



لحظة فقط ....  ألتقط كلماتـــــــــــــــــــــي ..... وأجرّب الوقت من دون صوتــــــــــــــــــــــــك 
لحظة فقط...... لقد عدلت عن كلماتــــــــي .... ولن اجرّب الوقت ... فانت كلّ شيئ في حياتي ... خديجة ادريس

الجمعة، 31 أغسطس 2012

الـــــــــــــــــــــــزّر ... الممنوع



حيّرتني أزرارها الثلاثة المشرّعة في وجهي كسيف ضاع غمده لحظة تهوّر غير متوقّعة ، فالزرّ الاول وقف ما بيني وبين أصابعي ، والزرّ الثاني اكل صوتي وتـــــــــــــركني مشوّهة التعبير ... أمّـــــــــــا الزرّ الثالث فتكمن فيه مصيبة التّفسير ... كيف لها أن تمتطي ظهر ما يسكنني ، وتكوّر في لحظـــــــــــــة غضب جميع كتاباتي ، وكــــــــــأنّما أنا لست انا ... لا وجـــــــــود لشيء إسمه أنا .... يقف ما بينها وبيني ، وما بينها وبينه ، وما بيني وبينه ، وما بينه وبيننا ... هكذا أصمّت انفجاراتك بداخلي  أصوات العصافير ، فأزرارك الثلاثة سيّدتي أدمتني حتىّ الزّفيــــــــــــــــــــــــــر ، أوصلتني إلى دائرة من فراغ يملؤها الفراغ ...  حوّلتني من كأس تملؤه الدّهشة إلى شظايا مكسورة أخرسها تعب المسيــــــــــــــــــر ، صرت بفعل أزرارك قطع تائهة ... تملؤها الحيـــــــــرة ويفرغها وجع التّعبيــــــــر ..... حتى أنا املك أزرارا ...أقمارا أدسّـــــــــها تحت وسادتي ... اتفقّدها كلّ ليلة ، واحرص على إغلاق فم فمـــــــــــــها ... وامضي في حلمي أبحث لك عن تبرير كحمامة وردية أفتّش عنك ... أبحث لك عمّ تبقىّ لي من حجج وتفسيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر 
كــــــــــــــــــابوس ان تعتقد غير ما يعتقده غيرك فيك ، فأنا اعتقدت ان الزرّ يبقى زراّ ، لكني اكتشفت اخيرا ان أزرارك مختلفة جدا ان سائر الأزرار ، ليتني فقط تعلّمت كيف أخيط  أزرارك كما أخيط شعر دميتي حين تنتفه دميتي ... ليتني تعلّمتك قبل أن تتحوّل ازرارك إلــــــــــى غير أزرار ... وكـــــــلماتك إلى غيـــــــــــــــــــــــر كلـــــمات ....                                      خديجة ادريس

لــــــــــــــــــــــــــم ... أعتقد



لــــــــم أعتقد قبــــــــلا أنّ بمـــــــقدور الـــــــــزّمن ان يتحوّل .... فيصبح كـــــــــــلّ شيئ بيننا قــــــــــــــطار يتجوّل .....لا يصل أبـــــــــــدا إلـــــــــــيّ ولا حتـــــــــى إليك ..... لــــــــــم أعتقد مطلقا أنّـــــــــي أنا وانت سنتسوّل ..... بعضا من فتـــــــــات الاخبار عــــــــني وعنــــــــك تسوقها ريـــــــــــــــاح تاتي من بعــــــــــيد .... تـــــخبرني أنّــــك مــــــــن دونــــــــــــــــــي أفـــــــــــــضل واجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمل ...  . خديجة ادريس

وقالت ... لــــــــــه



 وقالت له : " كم تبعد الأرض عن السماء ؟ " ...لا بل كم يبعد وجع البعد عن جرح الفراق ؟ ... لا بل كم تبلغ درجة حرارة قلبي حين تصبح صورتك مجرد صورة .... وحضورك محض ضرورة .... فقال لها مبتسما : " قريبا جدا ستتزوج الأرض بالسماء .... ولن تكون هناك مسافة يملؤها الهواء .... بل قرب فقط لا يعترف لا بأرض ولا حتى  بسماء  ......... خديجة ادريس
                                                

وصــــــــــــــفة ...



أحببتك بـــــــــــــكلّ الطـــــــــــــرق ، و جــــــــــرّبت جـــــــــميع الـــوصفات في حبّــــــــك ....غـــــــــير ان المشكلة لا تـــــــــزال قائــــــــمة بيننا .... أعـــــــتقد أن هنــــــــاك خلل ما في قلبينا...  إمــــــــــا انــــــــك تحبني حتى المــــــــــوت .... وإمــــــــــــــــا انــــــــــــي احــــــــبك حتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى الحياة .خديجة ادريس 

أحــــــــــلام ... صـــــغيرة



أريد ان أرتمي بين ذراعيك كطفلة غير مبالية ... لا تهمّها الدّمى المصنوعة من قماش أحلامها ولا علب الحلوى المرصوصة في حقيبتها المدرسيّة.... فمنذ رأيتك في حلمي صرت الروضة الوحيدة التي أقصدها دون  رفــــقــــة الصّغار  ... لانّ ما أحمله لك بداخلي جنون طفولي لا يستوعبه المجانين ولا حتى الكبـــــــــار... أهكذا تختبئ منّي بين بساتين الديار .... وترميني بحصى الحيرة من بعيد فتدمي بداخلي حرارة الانتظار .... أريد ان اقهر فرسك الخشبيّ الذي طالما حرّكته في حضرتي نشوة الانتصار .... أحقا هزمتني بجولة ... عشر جولات  ..وبعد  .. انا لا افقه سوى لـــــغة حضنك كما لم افقه يوما ما يجري خلف طاولات الاختبار .... راسبة انا في هواك منذ البداية .. وسأظلّ ... المهم ان تبقى ذاك الحلم الصغير الذي يسكنني ليكبر معي وأكبر معه . خديجة ادريس

الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

سأشعل سجائــــــــــــــــر وقتي ...



سأشعل قربك سجائر وقتي
 الباحث عنك...
و ادخّن دقائقها المسروقة
 بتبر عينيك
كخيط ذكريات تلفّني
قطع يديك
و تجمعني بربع حضورها
 سحب مقلتيك
قد أشرب من غير وعي
نخب وجنتيك
وأصفّق طويلا
لغرقي فيك
وأسرق محار ابتساماتك
 كي احرّكها
كمجذاف  لسفينة في عرض
أناقتها  أبكاني
وهج معصميك
فلتحييني  لغتك المبحرة
وصـــــــورك ... المسافرة
كمرساة شقيّة
عصافيرها المهاجرة
استحضرها  رجوعك
ونارك الهادئة
صارت  تدخّنني
فما عرفت في غمرة ولهي
أيّ دخان
أيقظ موج شفتيك
وأيّ مشاعر
 صارت
تحطّ على كتفيك
وأيّ عقل تبقّى لي
بعد ان دخّنتك
ودخّنتني بسجائر 
راحتيك 
                               بقلم خديجة ادريس




السبت، 4 أغسطس 2012

لأنّك اكبر من أيّ لغة

             

لم أعد أؤمن بسحر الكلمة كثيرا ، فضجيج مرورها لم يعد له وقع أعمق من  وقع حضورك بداخلي. تسقط كلّ الاحرف والكلمات في تشكيلها كمنحوتة قديمة ،  حين تطالبني مشاعري الجديدة في الاطاحة بها . وقلّما أجد ما يناسبني من ألفاظ تخدّر ذوقي ،وشوقي إليك .أنا  فعلا لم أعد أؤمن بها .... فما يسكنني يلزمه ثورة جديدة يقودها حبّك  وحضورك الذي صار ينشد ما فوق اللّغة . فلربما تسقط تلك الأحرف القديمة التي شاب عليها بوحي في وصف ما يعجّ به  جوفي .... وما تكدّس على رؤوس الفكرة ، و المفكّرة ، وجميع الصفحات التي صارت مجرد جرائد تجر ّحبال اللّعنة  .أيقنت أنّك اكبر من أيّ لغة ..لأنّي لم أكتب بعد شيئا يقنعني انّك فعلا قد  تحتويك أي لغة ...لذلك قرّرت ان أصمت لفترة علّك تصبح مثل اللغة ...او تشبه بعض فصولها المتكرّرة .                                                                 بقلم خديجة ادريس

لاتسألني





لاتسألني ماذا كنت تفعلين ؟فمذ تركتني وأنا أملىء بالكتابة كلّ الفراغات التي     خلّفتها وراءك  ، فالطرقات البعيدة التي تفصل بيننا صارت كلّها مليئة بك.
                                                         بقلم خديجة ادريس

لا تخاطبني ....





.
لا تخاطبني في الذين أحبّوك إنّهم عندي مغرقون ... لا وجود لحبّ غير حبّي ، فلأبقى انا وليفنى ما كانوا به يشعرونبقلم خديجة ادريس

مرور ... لغويّ




بحثت لك منذ التقيتك عن لغة أرحب واوسع تجمعني وتجمعك ، أما الان فلن أبحث عن أي لغة لانك صرت لغتي التي تحتويني وتحتويك .
مرارا تقتلني بشتّى الطرق المؤدّية إليك ... فما اروع مروري وصولا عند محطة قاموسك المليئ بالأفعال الممنوعة من الصرف الاّ بحضوري بين يديك ... لتصبح  كلّ القواعد رهن أصابعي أحوّرها كيفما أشاء ... وأغيّر وظائفها ريثما تهدأ أبحر ثورتي التي أحدثها حضوري في قلبك ... وتتّضح معالم البوح عندك ليسهل مروري إليك ليحتويني مقام لغتك الذي لم يخلق لأنثى غيري ... وقد تتحوّل بفعل غيابي كلّ جملك المتناثرة هنا وهناك إلى جمل لا محلّ لها من الاعراب ، ونادرا ما أتحوّل الى ضمير مستتر ويبقى تقديره أنت وانت  وانت  .... لانّي سابقى دائما ضميرا متّصلا يطاردك حيثما ذهبت . بقلم خديجة ادريس

الثلاثاء، 24 يوليو 2012

وداعا ... أيّها الألم





يسعدني أن تموت آهاتك .... وأن أكون أوّل شاهد على موتها .....فكثيرا ما سافرت إليك عصافيري باعشاشها .... باحثة عنك ..... محتمية بك .... ملتصقة فيك ... كي تنقل إليّ أخبارك  نبرات صوتك المتوجّعة . وانا أنا المهزومة كنت  يومها .... أجلس على كومة إنتظاري ، أبثّ إليك من بعيد أرقام دموعي المتقطّعة .... أريد أن أقتل نفسي فرحا ، فما أجمل القتل السّعيد على يدي عصافيري التي ستحملك إليّ .... كطفل بعد غياب صار يطالبني بمحبّته المؤجّلة ....
ما أسعد سعادتي بك حين تضحك مبتسما في وجه حضني ، وتلملم دمعة شوق فاضت بفعل مرورك كفراشة أعلنت على جسدي رحلتها المفصّلة ....
من قبل قبل ما مضى ... قد مضى الحزن في موكبه ، آسرا في جبروته ، مارّا على حواف تفاصيلنا الغارقة بأوراقه المبجّلة ... مقصّ موته سنحمله معا، ونقطع شريط حياته بابتسماتين ترحّما على ذكرى موت ألمين ، وجعين ، شوكتينيسعدني  ان تموت آهاتك ، وأن أكون أوّل شاهد على موتها ... فكثيرا ما سافرت إليك عصافيري بأعشاشها ، باحثة  عنك ، محتمية بك ، ملتصقة فيك ... كي تنقل إلي أخبارك ... نبرات صوتك المتوجّعة . وانا ... أنا المهزومة كنت يومها ، أجلس على كومة انتظاري ، أبثّ إليك من بعيد أرقام دموعي المتقطّعة ... أريد ان أقتل نفسي فرحا ، فما اجمل القتل السّعيد على يدي عصافيري التي ستحملك إلي كطفل صار يطالبني بمحبّته المؤجّلة 
لحظة فقط ... أرتّب دقائق وجعي الذي مضى ، وأمسح من وجهي تفاصيله المعلّقة ... فقد مضى زمن الوجع ، وأقبل موسم البجع ، لترتع في بحيرته ابتساماتنا المقبلة من بعيد لتحضر هذا الموكب ، وتشهد نهاية دموعنا المعتّقة ... لحظة فقط أستجمع ملامحي الجديدة لأستقبلك عند محطّة من ماء ، تحملك أمواجه لتضيع في حضورك شجاعتي في استقبالك ... لحظة فقط أتفقّد عصافيري التي تسكنني كي أعطي لها إشارة البدألتنشد لك من قفص صدري أغانيها المشوّقة 
يسعدني أن أحمل حقائب سفرك الجديدة ... واحضنها كما لم أفعل من قبل ، فقلّما تشهد لحظات جنون مثل هذه التي امرّ بها ، والتي سأمرّ بها .... لحظة فقط ألتقط أنفاس بهجتي ، فالفرحة تخنقني وصدري يعجّ بالعصافير المغرّدة ... أخاف ان يتوقّف نبضي فرحا ، فضحايا الفرحة يملؤون كتب التاريخ والاخبار الموثّققة ... فلنعلن نهاية الموكب ، ونلقي نظرة أخيرة على ما مضى ، فضريح الألم ينتظر ، وانا أريد نهاية بطعم السكّر... لحظة فقط هذه آخر لحظة أطلبها . أريد أن اكتب شيئا على الضّريح ، وقلّما يدفن الألم بشيئ صريح " لو لم يكن العمر واحدا ، كنت خلقت لك اعمارا كي تموت مع كلّ عمر أخلقها لك ، وتفنى مع كلّ صرخة أبعثها فيك ... فوداعا ... وداعا أيّها الالم "   .                                    بقلم خديجة ادريس  في 22 / 07 / 2012 على الساعة      20  : 10

الأربعاء، 27 يونيو 2012

انفجارات .... صغيرة




حين تصعد قمم حزنك بتأنّ... فانك تدّخر أكبر قدر من الانفجارات ..... تتشكّل بداخلك كلوحة إلاهية تحرّكها  رياح صعودك المستمر، ّونزول فشلك المنكسر .... فحين ستصعد أكيد ستسعد .... فمقل الحزن المرصوصة كحبّات العنب ، تمتصّ تعب كعبيك ، ودمع مقلتيك .... تدفعك من خلف ظهرك...وترميك حيث تسافر بك سحب أفكارك الملوّنة بطباشير الأطفال .....هكذا هي حين تصعد تقف في وجهك ... أقنعة ورماد أصابع في ظلمة بوحها  تكتب بدلا عنك ... كحبّات الكرز الأصفرتقف بين حبال صعودك ومقصّ هبوطك ...  لتغريك نداءاتها وجوع ذاكرتك...انثناءاتها وروح تعلّقك ...علّك تقف وسط طريقك ليبتلعك وجه لم يعد ذاك الذي ألفته يوما . فمه الصغير  يثنيك عن اكمال خطاك ...  لأنّك ببساطة بكيت كثيرا ومن  حبر ريبك ارتويت سكّرا مريرا  ..... فمتى ستدرك الأشياء الصّغيرة تحتك أنّك لم تعد طفلا يداعب ابهام يديه في حلم لم تكبر فيه ألعابه بعد . خديجة ادريس

استرجعي وابتسمي




استرجعي وظيفة فمك وابتسمي ... فكلانا فقد لغة الفرح ... وانثنينا ... خلف نوافذ ليست مصنوعة لنا ... مرصّعة هي بشوك الفقد والحرمان والبرد .... فقطرات وخزه تدمي ما تبقىّ فينا من وظائف . استرجعي ملامحك كلّها وابتسمي ... لتشرق وظائفي ... وتستفيق بيننا جميع    المواقف   بقلم خديجة ادريس

جلست ... أكتب له


جلست لأكتب له .... فضعت فيه وبين تفاصيله ... وما عرفت طريق العودة الى أصابعي ....فالكتابة عن الحبّ ضياع ويقين ،و أزرار في ثوب الخطيئة فكّت نواصيها بأدمعي ... جلست أبحث عنه في كوابيس طفولتي ، فأشرقت ملامحه تختال في بطئ حلما  سكن أضلعي .... جلست أمدّ إليه يدي ، فأشهر في وجه خلوتي أصابعه العشر مبتسما ... فتشكّلت بمحض الصدفة فراشات عطره ....لتمدّني لحظة غرقي فيه  أروع كتابة قد تخطّها من وحي ضياعه أقلام تدعي.. خديجة ادريس

مؤلم جدا ..........



مــــــــــؤلم جدا أن ترجع لتجد أقرب الناس إليك غائبا دون أن يترك رسالة لك ، يبرّر فيها أسباب غيابه عنك .... مريرة هي يد البعد حين تفجّر مسافات ، ومسافات مليئة بالأسئلة دون أجوبة ... تطفئ حرارة الجواب الشافي بداخلك ...... صعب أن تجد جوابا لحيرتك ، لأن الغائب عنك وحده من يجيبك ...... لا أدري لم لا يحسّ من يغيب عنا ان غيابهم يترك فينا فراغات مؤلمة نضيع فيها بدونهم ..... بقلم : خديجة ادريس