جلست
ذات صباح بارد ، أنظر للمطر واتحسّسه بيدي ... فقلّما تفوتني لحظات برد كهذه .... لألبس معطف أفكاري على عجل وأرتدي قبّعة الإبحارإلى داخلي على مهل ، فتتحوّل
فجاة رئتيّ إلى غيمتين تشبه السّماء ، وتتكشّف المشاعر عندي كأشجار تعرّيها الرّياح
لحظة غضب هادئ يلزمه رشفة سريعة لقهوة
يحتويها فنجان أبعدته يدايا دون وعي لحظة سفر ونقاء.... هكذا اجلس كلّ صباح
...وامدّد الوقت بالتفكير .... فالصورة التي تستحضرها وتتملّكك إلى درجة ألا
تغادرك .... تستحق حقا الجلوس لتطاردها .... وتوقف زحفا لأفكار اخرى تبحث عن هوية
بداخلك .... فأي مرور لصورة اخرى الآن خيانة عظمى في حق الشّتاء ، وفي حق هذا المطر
الذي تعتصره الذكريات وأنا وحدي معك .... اكلّم صورتك وكأني اكلّمك .... حتى يعلن
الفنجان عن نهاية جلسة يرفعها الليل
ويسدلها النّهار ، ويستحضرها وجودك الأبدي بداخلي ... فأطال الله بعمر هذه الجلسة
التي تجمعني بك كل يوم .... لانها جلسة ممنوعة عن كلّ البشر إلاّ انت .....
.... خديجة ادريس ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق