الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

فصل ... اللّغة



تفقد اللّغة عندي طفولتها ....
 حين تتحرّك كثيرا بداخلي
 فيصغر مقاس السّماء
 وتتّسع حدقة التّفكير بك
 وبما آل إليه حالي 
لست أدري إن كنت اللغة .... 
أم اللغة كانت أنت .... 
فتهيج أحرفك .... 
ويقصر عمر دفاتري .... 
وينحني القلم ساكبا
 فمه
وشوقه
 وهذا الوجع المارّ ببطئه
يخنقني ويخلق مسافة وقطار ....
ومحطة يسلبها الانتظار ....
فأعود من حيث بدأت ..
أصغي لحركاتك بداخلي ....
حتّى تهدأ 
وتسكت عين الأرق
                         خديجة ادريس

صوتك ... وخاريطة عقلي



عندما يمرّر الهاتف إلـــــيّ ذبذبات صوتك ...
أفقد خاريطة عقلي ...
وأتيه في غابة حضوري
فلا أدري إن مرّ صوتك عبر الهاتف حقّا
أم مرّعبـــــــــر شعوري ....

ســـــ ..... أرحــــــــل





ســــــــــــــ ...... أرحــــــــــــــــل يعني 
سأفكّر في الرّحيــــــــــــــــــــــــل
وبين السّين ... والتفكيـــــــــــــــر
حروف لــــــــــــــــــــــن ترحـــل
وحضور لــــــــــــــــــــن يفكّــــر 
                                         خديجة ادريس

الجمعة، 5 أكتوبر 2012

وأهرب منك ...



وأهرب منك .... لأعود إليك ..
وأبتعد عنك .... لأقترب منك ..
وأنام بعيدا ..... لأستيقض في حضنك
كزهرة صفراء .... لا تقبل شريكا لها
كفراشة تحطّ لتطير مجدّدا ....
وتستقرّ طويلا .... في مقلتيك 

                      ... خديجة ادريس ...

وسادة .... للتفكير


حين أضع رأسي على وسادتي
يجلسني التفكير بك ...
فموفّقة إذن هي المجالس .... 
والمواكب في سيرها الكبير ...
          .... خديجة ادريس ....

زجاجة .... تلمع



قد أبدو قاسية من الخارج 
كزجاجة تلمع .... لتصفع 
بينما أنا من الدّاخل ...
كلمات تدمع ... لتدفع ...
جرحا ما .....
بدأ في ربيع شوقه 
يلهو .... ويرتع .... 
                          .... خديجة ادريس ....

حبّات .... ألــــــــــــــــــــــــــــم



بقلبي آلام لا تسكنها حبّات الوجع 
فياليتها تسافر إليه تباعا 
ليدرك انّي من دونه 
مجرد سراب يبحث عن متّسع 
           .... خديجة ادريس ....

وأبحث بين ... حبّات السّكر


وأبحث عن مفقود  بين حبّات السكّر ... أقلّب فنجاني يمنة ويسارا علّه يخرج  من بين نفحات العنبر... أبحث عنه بين فتات ما ترك وأكثر ... ليته فقط يسمع أنين أصابعي الباحث عنه     ... وما تخلّفه صوره البعيدة وصوته وهذه الحفر وهذا السّفر ...أبحث عنه ولست أعرف غير أنّي أبحث عنه بين حبّات السكّر
                   خديجة ادريس

وأشحذ صوتك




وأشحذ صوتك من شوارع النّسيان ، وأهذي بدراهم أحرفك في طبق الشّوق المعروض للعيان  ... وأحمل حين تخفّ الخطى كبئر معطّلة خيطا وإبرة لأنسج بهما روحا تسكنني أعياها المكان .... وأمضي .... مثلما بدأت أشحذ من جديد .... وأمدّ شراعا من حديد ... لأصل إليك مهزومة ... فارغة من وجعي أحمل طبقي المليئ بك .... وأخرس برفق عنق الزّمان .... فياليتها نبرات صوتك تسكن هذا الطبق .... لانفض عنّي غبار القلق .... وأغادر برفق برفق  هذا النّفق ....فأدوار التّسوّل تليق بي فقط إن أنت منحتني صوتك وأسكنته هذا الطبق ....... 
                                            خديجة ادريس

شيئ .... من حياتي



أحيانا يسوق لك القدر نماذج بشريّة تلقّنك الحياة  حين تكون فاقدا للقدرة والرغبة على فعل أيّ شيئ  .... 
استيقضت ذات صباح مريضة جدا ، لا رغبة عندي للحركة .... كابرت وارتديت ثوب المحاولة في أن أكون كأيّ شخص عادي يستيقض من النّوم متجها إلى عمله ... لكنّي  تركت في فراشي كلّ ما يدعوني للتفاؤل والمرح ..... وحينما دخلت مقرّ عملي وانهمكت قليلا في بعض الاعمال العالقة ، اتّجهت نحوي احدى المنظّفات اللواتي يعملن هناك .... قاطعتني وبدات تحدّثني عن ابنتها وانا لا رغبة لي في تبادل أي حوار مع أيّ أحد ولا حتى ان أضحك في وجه من حملتها إليّ معها .... فمن واجب الكباردائما  أن يبتسموا ولو تمثيلا أمام الأطفال خاصة لو كانوا مميّزين مثل هذه الطفلة ... وشيئا فشيئا تركت القلم ووضعت العمل جانبا وبدات أصغي باهتمام  لهذه الطفلة ولأمّها ... حيث قالت لي أنها مصابة بمرض النّسيان المزمن وذاكرتها لم تبدأ بعد في نشاطاتها .... لا بل لم يكتمل جسدها .... فللذاكرة جسد يكتمل باكتمال ونضج العقل والجسد الخارجي .... أما هذه الطفلة فلا ذاكرة لها أليس عجيبا ان تقف امامي طفلة صغيرة محرومة من الذاكرة والذكريات ؟.... فبعضنا بل كلّنا ينبذ الذاكرة أحيانا .... لأنها لا تنسى شيئا ولا تطاوعنا في نسيان ما نرغب ... أما هذه الطفلة فهي تبحث عن ذاكرتها التي لم تعرفها بعد ، لم تجرّبها بعد .... أجلستها قربي مستسمحة إياي في ذلك ... وتركتها عندي لبعض الوقت .... فبدات أحدّثها عن احلامها عن حبّها للمدرسة وعن معلّمتها التي تحبها بدلا من معلّمها الجديد فقلت لها هل تعرف معلّمتك انك تحبينها كلّ هذا الحب قالت لي لا فأجبتها عليك ان تخبريها بذلك في المرة القادمة وتبادرت في ذهني فكرة وكأن المرح والنشاط الذي تركته في البيت قد استقلّ عصفورا خاصا ليلحق بي فتبادلنا الضحك سويا وشاطرتها القلم لتكتب وترسم لمعلّمتها حبّها لها ..... لاني رأيت انه من غير المعقول ان تبقى مشاعرها حبيسة قلبها الصغير فأردت أن أجسّدها في رسالة وكأنّنا نتحدّى النسيان القابع في عقلها الصغير .... ونهزمه بالكتابة والرّسم والتعبير .... وفعلا شددت على يدها ورسمنا سويا على الورق كثيرا .... وبدت الطفلة غارقة في الفرحة والسعادة كما أغرقني حضورها بذلك حين عجزت كلّ الدنيا عن ذلك .... لأنّها ناولتني فنجانا في الحياة قلّما أشربه في حالة اليأس التي مررت بها .... وحين رجعت والدتها قالت لها استمتعت كثيرا ..... هل تعيدينني إلى هنا ؟ وغادر صوتهما مكان عملي ونظرت صوب النافذة وقلت ....هناك بعض البشر كالعصافير أرواحهم الصغيرة تدقّ باب قلبك كثيرا لتغمره بالفرح واستانفت عملي من جديد وغادرني الحزن واليأس  حين اتّصلت بنور الحياة ....... وسمعت صوته الذي يغمرني فرحا لا يزول ... كم أحبّك يا نور النور
            خديجة ادريس  
                                        

نافذة .... لا تهدأ




ولا زالت تسكنني نافذة لا تهدأ ....  تظلّ توشوش لي في أذني .... وتستحضرك في مخيّلتي ... كلّما هزمني شوقك قبل أن يبدأ
                     ..... خديجة ادريس .....

لحظة ....صمت





ما أصعب تلك اللحظة التي أمرّ بها ... تتملّكني الرّغبة في الصّراخ ولا أقدر .... لأنّي لا أملك سوى الصّمت .... فما أقساها من لحظة تمرّ مرور فراشة عجوز أرهقتها السّمــــــــــــــــــــــاء .... وأعياها الزّهر الذابل وهـــــــــــــــــــــــذا البقـــــــــــــــــــــــاء .... 
                       .... خديجة ادريس ....

الصرخة ... المستعصية



يا صرخة مضت وأقبلت ....وتشكّلت كحبّات النّدى على ظهور المدى ... يا شوكة كملح البحر جفّفت صوتي .... وأتبعت شهيقي دموع الصّدى ... أوقفيني عن النّحيب واجمعيني حتّى يبرد الأدى .... فمتى يا صرختي ... متى منّي تولدي ويصير لصمتي شذى ....
                                  .... خديجة ادريس ....

فنجاني .... وأنت



جلست ذات صباح بارد ، أنظر للمطر واتحسّسه بيدي ... فقلّما تفوتني لحظات برد كهذه  .... لألبس معطف أفكاري على عجل  وأرتدي قبّعة الإبحارإلى داخلي على مهل ، فتتحوّل فجاة رئتيّ إلى غيمتين تشبه السّماء ، وتتكشّف المشاعر عندي كأشجار تعرّيها الرّياح لحظة غضب هادئ  يلزمه رشفة سريعة لقهوة يحتويها فنجان أبعدته يدايا دون وعي لحظة سفر ونقاء.... هكذا اجلس كلّ صباح ...وامدّد الوقت بالتفكير .... فالصورة التي تستحضرها وتتملّكك إلى درجة ألا تغادرك .... تستحق حقا الجلوس لتطاردها .... وتوقف زحفا لأفكار اخرى تبحث عن هوية بداخلك .... فأي مرور لصورة اخرى الآن خيانة عظمى في حق الشّتاء ، وفي حق هذا المطر الذي تعتصره الذكريات وأنا وحدي معك .... اكلّم صورتك وكأني اكلّمك .... حتى يعلن الفنجان عن نهاية جلسة  يرفعها الليل ويسدلها النّهار ، ويستحضرها وجودك الأبدي بداخلي ... فأطال الله بعمر هذه الجلسة التي تجمعني بك كل يوم .... لانها جلسة ممنوعة عن كلّ البشر إلاّ انت .....
                                    .... خديجة ادريس ....

وتكتبني الدّنيا ...


وتكتبني الدنيا قطعة منسية ..... 
معلّقة الروح
كتفاحة مقسومة لشطرين
روحين ممدودتين
على مائدة الزّمن

وسكين
وقلم بارد
وأصابع تبحث
عن يقين
 وفنجان مهزوم
ينتظر يديك فقط
لتكتمل القطع عندي
ويستفيق الحنين
 روح يتسلّقها الأمل
ويعتليها عبق
يكتبني وأكتبه
بيديك فقط
أكتمل كقمر
كتفاحة
كقطعة
يهجرها   صخب
الأنين
عد إليّ فانت أنا
وأنا انت هواء
يسافر بداخلي ليطرد
عنّي
الوجه الحزين 
                  ...... خديجة ادريس ......










منذ ... التقيتك


منذ التقيتك وأنا فاقدة لوعـــــــــــــــــــــي الكلمات ، تجرّني ابتساماتك كبالون يسافر بـــــــــــــــــي في الهواء ... ينفلت منّي تارة ، ويركن تارة أخرى في حضني ... كطائر أعياه السّفر بين الأرض والسّماء ... يسرّني جدا أن أكون أنت وان أقود بكلّ فخر روحك التي تسكنني  كطفل يسرّه في حضني البقاء ... فكثيرا ما دندنت في أذنيك أشواقي ...وأتعبك الصوتي الذي لا تغيب عنه نداءات اسمك ... عجولة انا كطفلة لأحضن ما فيك ، فكلّك يدفعني لأرتمي في حضن حضنك وانام في عيون النهار ... وكلّ العصافير تتقاسم مشهدنا من فوق وكأنّها سيّدة هذا اللّقاء .... 
                          ...... خديجة ادريس ......