السبت، 31 أغسطس 2013

............. أنثى تغرق ............



فمكِ المغلق
ووجهكِ المرهق
وعيناك موعد يُزهق
فواصل ونقاط وأحرف
هكذا أنتِ حلم
وحقيبة أمنيات تُسرق
ألست أنثى أم الإناث أنت
صار اسمك بهنّ يُرفق
مهلك .... تلك الحصى في يديك
وذاك التراب ...
وهذا الشّراب
وصوت المحراب
في قلبك يُشنق
أنثايا أنت ..
وستظلّين في فمي
علقم ...
حبّة سكّر
جنيّة خرجت
من تحت أنفاس
تغرق
خديجة ادريس

أكتبني كثيرا



أكتبني كثيرا
من فضلك
كي تحبّني أكثر
فالكتابة كالقتل تماما
و أنا يقتلني جدا
أن أموت حرفا
خديجة ادريس

الاثنين، 26 أغسطس 2013

إنــــــــــّي ... مرهقة



مرهقة أشتهي كتفك وبعضا من صوتك ... أبصرك بعيدا من خلف طاولة اشتياقي ... فأبعثك أحرفا تبادلني وجعي .. تتغذّى بها روحي حين يباغتني الشّوق ويأتيني بك مصنوعا من خيطان الجوع والعطش واللّهفة ... أشتهيني قلمك الذي به تكتب ... منديلك الورقي ، ساعة يدك الملتصقة بمعصمك وكأنّها أنثاك الوحيدة التي تنفرد بك ... تغتال دقائق انتظاري .... أشتهيني ربطة عنقك لتحضني أنفاسك لعلّ المسافات العابثة بي تكفّ عن مشاكساتها قليلا وتمنحني بعضا منك في صورة أتباها بها أمام الجميع .... وكأنّي أمنح نفسي عذر الجنون ، وقبح الظّنون ... وحجّة غياب .... إذ أنّي لا أكتب إلاّ عنه وكأنّ الكلمات صارت هو تمنحني نفسها عند أوّل منازلة من غير مقاومة 

خديجة ادريس

ساعة .... اختناق



ما أوجع الطّرق على رقبة أنفاسي وكأنّي أتعمّد في غيابك رشف اختناقي ... أقلّب في برّاد الأشياء المنسيّة عن جرعة صوتك علّني أستنشق ما تبقّى لي منك لأخلع ثيابي قطعة قطعة وأرمي بها بعيدا حيث الرّغبة صامتة ....ولا مكان في قلبي غير محطّة مغتصبة ... أربكها الهجر . فويحي من همز شياطيني حين أجفلت بضحكاتها عين مودّتي وأوقعتني المعصية من سما ء محبّته فالتحفت ورق الخطيئة أداري سوأة فعلتي ... جالسة على حافّة دمعتي يأكلني وجع النّدم الخانق ... مجنونة أبتلع فوضى سويعاتي التي مضت من دونك وكأنّك ماغادرتني ، وما انتشرت لتوّها حمّى ابتعادك ... فنظرة واحدة كافية لإشعال فتيلي .... فأضرم في ثيابي مزيدا من القبل علّني أكتفي بالحرق على يديك ... ماهمّني في رفضها تلك المسافات المجحفة في تقسيط مودّتك .... وكأنّها تمنّ عليّ بشفتيك القريبتين حدّ الإغماء في تحليقهما الدّائم قربي كفراشتين أرتشفهما كشراب مخذّر لا طاقة لي على رفضه ، ومباغتة نداءاته المغرية ...وكأنّه أمل يطفئ ألما ضاقت به السّماء ...وهتاف يأتيني من خلف السّحب من خلف نافذتي الضيّقة حين يحتسيني السّكر ويعرّيني على حصير الجفاء .. فتبدو لي الأشياء من حولي وكأنها تشبهك ، ترتدي ملامحك ...أن اقترب أيّها البعيد المكابر .. اقتربي أيتها الأشيا ء التي تشبهه ...كفاني احتراقا وتعالى كما تتعالى الرّغبة الكامنة في جسد مشتاق أعيته الحكمة حتّى نفخته من تحت ثيابه ... وبعثته لي شهيّ الرائحة في صدوده واضعانه .... ألست مجنونتك التي استيقظت من تحت مجامر أنفاسك ... ألا أعدني دخّانك ... معصم أفكارك ... وساعة هروبك ... ألا أعدني حيث أنت معشوقتك التي قرعت معاقل طيبتك ورقصت طويلا بين أصابعك
                                         خديجة ادريس

الأحد، 25 أغسطس 2013

فتى اللّحظة


 أهداني روحه ، وقلبه ، ودمه ، لم يدّخر شيئا للقدر ، مكابر في صمته في حرفه لا يحمل زادا غير عواطفه المسكونة بي ، وكأنّه فتى اللّحظة في مراوغته للحزن ومباغتته للوجع مطلقا رصاص الرّحمة ، كنت زناده لحظة اشتعلت بالأمنيات متناسية وقود دموعه ، وعلى محيط شفتيه ترقد أفكاره وتستيقظ وكأني صرت ...فاكهته الحلوة التي تقول لفمه كلني ، فكنت خلاصه الوحيد و خطيئته التي تعبر روحه ، تعتلي رشده .وفي عينيه بكاء لا يذبله الدّمع يبقى حبيس العصيان...حين التقى الوجع بالوجع أهداني مودّته في صحوة لا ضجيج بعدها ، ولا صوت للكلمات غير نداءات قلب يبايع نصرا أطبقت عليه غيوم السّماء فما كان لي منه غير الرّجاء أشدّ به عضدي في وقت يصبح الكلام فيه متقطّعا كأنما هو يختنق، يستجدي الغرق الرّحيم ... وكأنّ فؤادي في ليلة بعد حطّمته دمعة ، عبثا أواصل اشتهاءه في خلوتي ولا أكاد أحكم عقاله... يمزّقني الوجد في صمت وتظلّ أحرفه تغمغم في استعلاء مطبق ... تشركني وحدتها لحظة افتراق عابر ... ولا ضجيج غير أنفاسي تأتيه في غفوة على هيئة قدر محتّم ...تمزّقه الأيام ... تحوّله إلى قصاصات تشي بي كلّما التقت عيني بعينيه لتمدّني بمزيد من الهواء
خديجة ادريس

الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

الأنثى الآمرة



أيّتها الأنثى الآمرة متى أصبحت قاضيا في محكمة لا يوجد فيها مدّع ولا متّهم إلاّ أنت تستمتعين بإصدار حكمك عليّ بالنّفي الأبدي داخل قفص قلبك من غير طعن أو إعادة نظر في القضيّة ، فلا تدعيني أستأنف الحكم بامرأة أخرى تحاربك بنفس السّلاح ... فلا يوجد أقسى للأنثى من وجود أنثى أخرى تكسر حلبتها العاطفيّة من غير نزال .... أعترف أنّ حكمك القاسي بالنّفي يعجبني جدا ... لكنّي أخاف عليك من كثرة حركتي بداخلك ومشاكساتي الكثيرة لمقلتيك فحاذري من تعثّري المفاجئ بك لحظة تكونين في غفلة عن العالم ولا يسعك سوى أن تمسكي بيديّ كي تنامي وسط الظلام الذي تخافينه كطفلة لم تنضج بعد ... فلا تتركي ألعابك ودببة الصّوف تلعب دوري لأنّ الحياة الورقيّة لا تطفئ جميع الحرائق التي تشعلها محطّات الانتظار ، كم يلزمك من وقت حتّى تصلي إليّ مهزومة من نفسك ومنتصرة بي ، كم تبقّى لك من عمر تعيشينه مشيا بحثا عنّي يمنعك كبرياؤك المنفوخ وهزال فشلك أمامي ينتشي قامته وكأنك غير قادرة على العوم بعيدا عن حوض أفكاري ... أيّتها الآمرة الجميلة لملمي مساحيقك المبعثرة من فوق دفاتري وأقنعيني أنّي فعلا لن أغادر قفصك الصدري... وأنّي سأبقى أبد الظهر أسيرا لشفتيك... منعدمة الرّحمة أنت تمنعينني من التجوال خارج محيط ذكرياتك وأفكارك ،ومن ممارسة حرّيتي داخل قلبك ، ومن أخذ استراحتي بعيدا عن زنزانة أحضانك ..وأيّ محاولة للعصيان ستجرّني حتما إلى متاعب لا نهاية لها رأسها الأوّل مداد كلماتك ... وأطرافها غيرتك المجنونة التي لا مكبح لها ونهايتها أنا .... الضحيّة الوحيدة لمحكمتك الظّالمة .
خديجة ادريس



الاثنين، 19 أغسطس 2013

رسالة من ماء



كتبت له رسالة على ظهر ورقة ، وحمّلت البحر مهمّة أن يوصلها إليه ... هو لا يعرف البحر والبحر أيضا لا يعرفه لكنّ الصدفة تعرف كلاّ منهما ، حتّى أنها صارت تعرفني انا أيضا لذلك تشجّعت في كتابتها لأقول له بمطر الشّوق .... وأمل الوصول أنّها مشتاقة إليه وتنتظره عند عتبة الموج كلّ يوم علّه يطلّ على شكل سفينة منسية افتقدها القدر واعادها لواجهة المراسي كي تعرف لها طريقا إلى قلب واحد أسكن علبة من ورق جميع أسراره وأودعها البحر ..... علّها تصل بخير ... غير أنّ قلب ما تحمله تلك العلبة ليس بخير ... لا قدرة له على الإبحار مجدّدا ...وكأنّ يدا ما تعيده إلى الخلف مرغما وتحثّه على الفشل ... فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة هو لا يعرف أنّ الحياة عندها حرفها وديدنها صوته ورأس بدايتها حضوره ... بقيت واقفة على امل أن تبتعد تلك الرسالة قليلا فكانت تبدو من بعيد كحبّة حلوى يتعجّل البحر في التقاطها وكأن له فما لا يصلح إلا لابتلاع الأسرار وهضم قلوب منتصبة عند شاطئه تنتظر شيئا سيعود يوما أو عاد و تأخّرت ربما في الوصول أليه .... آخر ما قالته في نفسها مودّعة تلك الرسالة بناظريها أن عودي إليّ قريبا بعطر من احبّ واحملي لي معك علامة وصولك إليه وعودتي إليه من غير سفر .... هي هكذا سطوة بعض الحروف تغرق من بعيد قلب من تحبّ ولو ظلّت أبد الظهر تكتب في الهواء ..... غريب أن أشرك البحر في مهمّة البحث عنك .... وكأنّ له قلب أدمن الوجع حتّى صار بئرا معطّلة تصبّ فيها جميع القلوب التي أرهقها موج البعد ... وزبد الشّوق ... ومدّ القدر ....
خديجة ادريس




السقوط الهادئ




تسقط بعض الأشياء بداخلنا عنوة من غير أن تحدث جلبة أو صوتا ، وكأنّها عاصفة خرساء تبحث عن كلمات .لم تعد لرقعة البكاء متّسع لمزيد من الشّجارات ومحاولات لافشال طموح ولد من غير مخاض وكأنّه لعنة تكتم في سرير الطلق صراخها ، وتمارس طقوس موتها الشهيّ ، وتزفّ روحها لنعش طاردها طويلا واستسلمت له أخيرا من غير مناديل ورقيّة ... فتتحوّل كلّ الامنيات إلى مقابر ترقد فيها جميع الرّغبات ... فيتأخّر مخاض السّقوط على شكل رذاذ من أعلى ناطحات تسكنها مشاعرنا ... وترغمنا أفكارنا على ابتلاع آخر جرعات صبرنا لنربك الحياة من حولنا قليلا، ونجعلها أكثر تقبّلا لوجع الحبّ الذي يتملّكنا ساعة تنفصل عقولنا المكابرة عن مشاعرنا المتواضعة التي تنهينا بهذا الشّكل المفاجئ من قباب للكبرياء إلى شظايا تبحث عن متنفّس لها داخل روح أخرى استوطنتنا صدفة ، وصالحتنا مع قدرنا من غير أن نحسّ بجمال ماوقعنا فيه من سقوط ... يعلو بنا نحو من نحبّ من غير أن نسعى إليه ، ويدنو بنا نحوهم وكأنّنا وصلنا إلى أنفسنا
فنضيع كالأطفالفي عمر لا حدود له ، وكانّه يجبرنا لأجل عيونهم أن نمرّغ عقولنا في تراب الزّمن ، محطّمين كلّ الشّائعات التي تنادينا من بعيد إلى نقطة انطلاقنا من غير كسر في الذّاكرة ، أو جرح يلزمنا فراش التّقاعد عن الحياة التي تنتظرنا رغم أنوفنا الجائرة أحيانا .
لا أستطيع أن انفي سقوطي الهادئ بين ذراعيك وكانّي ما سقطت من قبل بهذه الطّريقة ، كما لا أحجب عن أوراقي أيّ سقوط آخر داخل نفسي  حين تتوقّف أصابعي عن الكتابة ، او حين تنطفىء في فمي أنوار الفرح ، أو حين أجدني غير قادرة على مجالسة نفسي حين يضايقني الفشل ، وتهجرني جميع الأحلام 
هادئة أنا ولازلت في طريقي نحوك وكانّي أدمنت لغة السّقوط على يديك من كثرة ما صددت عصافير الاعتراف بأنّي أنثى تلزمها أكثر من وثبة على صدرك ، أو عصا تسافر بي نحو وعيك العميق من غير أن أجرّب كيفية الطيران .  
  أولى الخطوات نحو الحبّ هي ان ترمي بنفسك من أعلى ولا تبالي إن كنت ستقع حقّا بين يديمن تريد ان تحطّ رحال قلبك فيه ، وتستوطن قوافل أفكاره وصحراء عناده ، أو تجد نفسك مهشّم الأضلع في انتظارترميم وإعادة تركيب لجميع المحاولات التي باءت بالفشل .. أو التي نجحت معانقة دفاتر انجازاتها ، وسيرتها الذاتيّة في السّقوط الوفّق . فابتسم للحياة وامضي مجازفا بكلّ ما تملك لأجل سقوط كهذا ، ولا تتردّد في المحاولة وإلا عشت أبد عمرك كشجرة يابسة تأكلها نار الخيبات بمختلف أنواعها.
فما أجمل لو يتحدّى الانسان بعضه ويثبت أنّه قادر على مشاكسة الحياة بقليل من الثّقة وكثير من الحبّ . المهمّ أن تجتاز علوّ ما ترغب فيه مهما كان شاهقا ... وتنزل برفق من غير مقاومة .. وكانّك تكفر بجميع معتقداتك فلا صوت بداخلك غير الرّغبة في السّقوط وتنسى في لحظة من اللّحظات كم كنت بعيدا عنيدا في مقاومة روح اشتهتك حتّى النّزيف فجعلتك نبّيا لكلّ محاولة ..
الكتابة فيحدّ ذاتها سقوط مفاجىء يأتينا بغتة ، ولا قدرة لنا على ردّه لحظة يحتجزنا صمتنا في زوايا أنفسنا ... كذلك هو حالنامع الحبّ يخترق صمّامات امانك من دون أن تدري ، فيتعجّل كلّ جزء منك في التقاط ذبذبات العشق من بعيد لتتنفّسها بدل الهواء بحثا عن ذاتك المفقودة التي عثرت عليها يوم وجدت الحبّ وفقدت كبرياءك وانفتك في صدّ كلّ اجتياح يتحوّل بسرعة إلى احتياج ، فتصبح مفرداتك وأشيائك متواطئة في سدّ ثغرات ما كنت تعتقده عيبا لتصبح رهن إشارة الحبّ حين يضرب لك موعدا على ضفاف مدينة غريبة لا تعرف فيها سوى لافتاتها التي تعرّفك بنفسها ، وكانّك في رحلة مجنونة لاكتشاف قدراتك في البحث عمّ تريده من غير عجل ، فتجد نفسك غارقا في مدينة تسكنك ، ترفض أن تمنحك نفسها في المنازلة الاولى ، فكلّ صعب مشتهى ولكلّ بداية منتهى ، فمارس جنونك على الأشياء ودعها تأتي إليك من غير طلب ، فما أجمل ما يأتينا حين لا نطلب أبدا ... فالحبّ هو أن تعطي من غير طلب ، وأن تكتب من غير سبب ، وتسقط من غير عطب ....
أحيانا تسقط عينك من نفسك فتجد نفسك مجبرا على تغيير عاداتك السّلبية محاولا إثبات العكس ، لتعتدل صورتك التي شوّهها فشلك  وعدم تقبّلك لذاتك حين تجرّك للخلف ، ولا سبيل لك غير المحاولة .. أليست المحاولة المستمرّة للنجاح محاولة لاستعطاف قلوبنا ، واستدراج قناعاتنا حتّى لا نسقط من عيون تحوم حولنا.. قبل أن نسقط من عيون أنفسنا  
                                    خديجة ادريس

قلم يكتب


لم أعد أكتب .. أنا فقط أحجب أشعّة ضعفي وأداريها بغيم تساؤلاتي الدائمة ، وألبس الورق أحرفي عنوة وأرغمها على الكلام ... فالصّمت حين يتمادى في جبروته يخنق كلّ العبارات وتصبح الأفكار من غير معنى مكتوبة بحبر لا قلب له ولا شهيّة فيه ... أحيانا نجد أنفسنا على هامش أمنياتنا تبّع لقلة نستنشق ما يخلّف وراءه من كلمات تصبح فجأة نحن ...فلا يطاوعنا البوح ثانية ونستثنيه من أمورنا الخاصّة ... وكأنّ الكتابة عن النّفس صارت جريمة لا تغتفر ، تستوجب الاقصاء الكليّ من الحياة ... الكتابة حياة بغضّ النظرعمّ نكتبه ونؤمن به ... فما يسكننا يحلّق عاليا كأعناق الزّهور يغرينا صوتها الهادئ في تتبّع حركات صولاتها حين تهزّها الرّوح ...وبعضها طبول تقرع لا أنغام لها سوى الطّرق ، والصّخب ، ودوران غير متّفق تحدثه أصابعنا حين لا نتقن قيادة الكلمات  ..
لست ادري إن كنت على رأس الحرف أكتب أم على الهامش أمارس هواية الخطّ العربي بمختلف أشكاله ... ولا يطالني من هذا الأمر كلّه سوى زفير لأفكار تلفظ أنفاسها قبل أن يلقيها مصيرها إلى قدرها المسطّر على شكل هواء ... أو مجرّد خربشة تبحث لها عن هويّة خارج إطار الوجع الذي اعتاد علينا واعتدنا عليه ، فأصبح هناك ما يسمّى بالتعايش الحرفي بحكم تعدّد الأزمات التي يعيشها القلب لحظة يتعرّى فيها كلّ شيء من حولنا ويصبح من الصّعب مداراة احباطاتنا ، وكشف عوراتنا وما يحيط بنا من ألم يفرض علينا علله ... فنجد أرواحنا من غير وعي معلّقة تنشد لحظة حقيقة نعيشها مع قلم يكتب بصدق ، نتداوى به من جراح الزّمن ونتقوّى به فلا مشاعر بعده غير الامل من غير خوف
فالكتابة مداواة لجرح ، أو قتل ضعف ، أو تجاوز قلق ، أو اطلاق صرخة أكلها الصّمت طويلا فاحتضنها الورق حين صار البشر مجرّد اعجاز نخل خاوية ... 
في كامل وعيي  العاطفي أقرّ بجميع اخفاقاتي وتهوّراتي الكتابية ... وأسلمك روح ما قلت وما لم أقل مع كامل جنوني 
                                                    خديجة ادريس