الأربعاء، 26 مارس 2014

وأبقى محشوّة بك بين إنتظار وانتظار

محشوة هي السّماء بروح الأمس ... وما الأمس غير كأس تتدفّق منها أنفاسك يطالني رذاذها البارد في ليلة حاّرة بالشوق ورطبة بالذكريات فأهيم بوعيي الكامل في عمق اللّذة والسّرور وكأن الأمكنة المحيطة بي متأنّثة ، متأنّقة في انتظارك فتهيم أفكاري فيك وكأنّ المكان معدّ للنسيان تاركا خلفه الأحلام ... جالسة تلطم وجهها ...مليئ قلبها بالخدوش والصّراخ ، هزيلة في نظرتها تسمع صوت انكسار ها من بعيد وكأن زجاج اللهفة قد دهسته الدّقائق الثقيلة في مشيها وكأنّ شعورا ما داخلني ساعة أدركتني رحمة الانتظار وكأنّ وجودك يتشبّع من وجودي ، مرتبط بحبلي السريّ فتتغذّى من أنفاسي ، من حدقة عيني أتشمّم هواك من بعيد وأنت في دمي تحدث لي ثقبا فإذا تحرّك خلته سحابا يضطرب بالوجع يهتزّ كأنّما أصابته نوبة جنون ...وتعثّرت الكآبة في غير استحياء بي وجثمت على صدري وكأنّي مبتلّة بالوساوس ... تقتات منّي عصافير القلق حتّى قبل أن تجيئ فيتحرّك شيء من الحياة بداخلي ممتطيا موجة شقيّة تعلو تارة وتهبط تارة أخرى فلا تستقيم على وجهة مقامرة بروحها تهتزّ وترفّ باحساسها متفتّحة كزهرة في وسط الماء تزفّ عروسا للمغامرة ...تدقّ أعصابه فتبدّد سحبه السّودا ء المتراكمة ثمّ تجمعه من جديد بحيث لا قوى له غيرها ، فتفرغه وتملؤه بها ، وتلقّنه بما أوحت لها اللّهفة بأسرارها حتّى يدرك الشّعور بالفقد والحاجة ...وكأنها مشاحنة طويلة بين الأمس وأنت ... بين الانتظار والانتظار حتّى تأوّهت قرحة الشّوق بقلبي تقاسي تفاصيل صبرها .... ومن شدّة السّهر نامت أذن لهفتها مستيقظة تتحسّس وقع تنهيداته على مساحة جسدها المشتاق
خديجة إدريس

بحجم المسافات .... أنت عيدي



ستنتهي السنة كما انتهت سابقتها...وكما ستنتهي هذه التي لم تبدأ بعد .... لكن المهم أن حبك في قلبي لا أيام له ولا ساعات تنقضي فهو ينبض بداخلي العمر ما امتد فيه روح وابتسمت بداخله أشواقي ... ولاشيء يتجدّد غير مشاعري نحوك ....فتزيد قامتها وترتفع أكثر فتصبح شاهقة جدا ...بحجم السّماء وبحجم المسافات التي تمنعني من الوصول اليك ....
كلّ عام تصبح أنا أكثر .. أقرب أكثر .. وجودك أعمق من فم القدر ، وأيامي التي تصنعها ابتسامتك كأنها عصفور يصنع لأنثاه عشّا ليقيها مطر البعد وعواصف الوحشة ....
كلّ عام وأنت أنا شهي أكثر في حضورك وغيابك .... وعلى موائد العصيان تنسج لي بيتا من صوف وتحيطني بعظامك ومعطفك الأسود ...
أيّتها الدقائق التي لم تأت بعد وقّعي عشقي على صدره وارحلي بعيدا واتركيني أكمل تفاصيله التي لم تولد بعد كل سنة وأنت أنا وكلّ عام وأنا أنت ...روحان في كومة ، وشفتان تسرقان من الحياة أنفاسها ،فيتقاسمانها في ليلة زفّت إليهما نفسها ...
خديجة ادريس

وتبقى أنت أيامي


أيام قليلة وينقضي عمر هذه السنة مخلّفة وراءها ذكريات جميلة وأخرى حزينة ... رسمها أصحابها بقلوبهم وبأفعالهم ... منهم من رحل ومنهم من ازداد حضورهم في القلب ... سنة كفيلة بأن تراجع هزائمك وبعض انتصاراتك ... وكأنك تقوم بغربلة لكلّ ما مررت به ليختزل أخيرا في ذاكرتك العميقة منه سترجع اليه كالحضن الدافئ ومنه من ستتناساه في بئرك المظلمة وتغلق عليه الباب بحيث لا رجوع ربما ستلوم هذه السنة حين يواريها الزمن إلى مثواها الاخير لأنّها لم تعطك شيئا ... لم تصدقك الفعل والوعود ، أوربما ستلوم نفسك لان هذه السنة هي من صنع يديك ونتاج أفكارك وأحلامك سنة تدفنها سنة جديدة ، ويوم يلده يوم ، ولحظات تولد من العثرات ... ولا ندري إن كان القادم أجمل أو أسوأ لذلك ما على القلب المفعم بك سوى الامل في غد مشرق .... لازلت حتى الآن اتذكّر صيف تلك السنة الجميلة التي جمعتني بك رائحتها لا تزال عبقة الذكرى ... سلسة المعنى .. ككتاب أقراه كلّ ليلة ولا ينتهي فصله الاخير معي .... ما اجمل اليوم الذي صرت فيه حقيقة بعد أن كنت مجرد صورة تختزلها أشواقي ..... فوداعا أيتها السنة سأستعد لاستقبال الأخرى بوجودك الدائم معي ولا مساحة لذكر الأحزان أو المواقف الفاشلة التي مررت بها لأني أملك قلبا بجانبي ينسيني كلّ الهموم فكل سنة وأنت أنا
خديجة ادريس

وعلقت روحي بأنفاسه ....



أحيانا تبلغ بنا الثرثرة حدّ التعب المرهق لذاكرتنا .. وكأنّ الوجع دائما بحاجة لمسكّنات تخذّر جانبنا المستيقظ بينما ما تبقّى يريحنا جدّا في نومه على أسرّة اللاوعي ... وكأنّ للنّسيان عيادة خاصة تستقبل أرواحنا الطفولية التي لا تعرف بؤر الوجع ولا تفقه الألم .. فتترك آثارا لأحلامها المطاردة وأمنياتها الخارجة عن قانون الوعي .. على جذران ذواتنا .. أليس غريبا أن يكون علاج الألم بالألم ، والحزن ببعض الدموع ، وكلّما كانت حالتك حرجة استدعت أكثر من منبّه وأكثر من دمعة ..
روحك التي صارت بين اليقظة والنوم .. بينك أنت وبين أناها ... بين أناك وهي .. بينكما وما خلفيكما لاستحضار كلّ الأمنيات المنسية التي واراها الفشل ... ساعة أصبحت أنت فيها ... متلبّسة بك وكأن جسدك صار روحها و نبضا ينظم حركة دورانها فيك .... ومن حيث لا تدري قناعاتها النائمة يتمّ استئصال مراكز التفكير المشبّعة بك وكأنك انتشرت في كامل وعيها ومحال يدرك شعورها العميق حقيقة أنّ لها جسد مستقلّ ينتظرها فمحال أن تعيش روحان في جسد واحد ... وجسد بلا روح ... وروح بروح .. وروح بلا جسد .... يا أنت ... يا أنا ... يا نحن .. يا أنت وأنا ... محال يصبح لروحي معطف غير جسدك الماثل أمام مرآة عينيها كقدر يضبط مواعيده معها من غير تأخّر أو غياب .. يا مسكّنا لروحي العائمة في خيالك ، الساكنة في ظلّك ... المرتبطة بخطواتك وعدد أنفاسك ... يا أنت صرت أنا وأنا صرت أنت .. فليغلق باب الذاكرة هذا ولتشرّع في وجهي أعراض النّسيان محال أن يصيبني عطش أو جوع طالما حبل روحي متصل بك ... و من يسألني عنّي حين أستعيد وعيي سأقول أنت ثم أنت ثم أنت وكأن الكتابات التي تلدها الدّهشة وتربّيها الصدف في لقائك ماأسكتتها الثرثرات التي تدهس عنق المسافات الطويلة بكعب انتظارها وحقيبة لهفتها المعلّقة ...أنثى ما تغلّبت عليها انقباضات الجسد المشتاق ولا امتطاها اليأس لحظة فمتاعي أنت في رحلة سفري بين انكساراتي فيتفتّق الورد من الشّوك ... ويعتلي النّدى سفوح الرّجاء فأجدني ما غادرتك لحظة أيها الماتع في قريه وفي بعده على سواء رفقا بروح صارت تسكن داخلك وترفض أن تستيقظ إلاّ بك ... ومنك وفيك وما كتاباتي سوى مرهم لسدّ الثّقوب التي يحدثها حضورك بداخلي فعذرا لأني أقصر قامة من حبّك .. ولأنّي أتركك كلّ مرّة تذهب من غير أن أحدث زوبعة على مستوى مشاعرك ....سأظلّ ساعية كاعناق العصافير التي تتلقّف فتات الخبز من فم الطرقات ... وتمنح السّماء قبلة الرّضى
خديجة ادريس

قلوب ... مزيّفة



في فمها المعلّب بالكذب تعلك تخاريفها المعتادة ... وكأنّها لا ترضى هذه المرّة بغير قلبها ربّا له ولرجولته .. في خيلاء تمشي متعثّرة بكلماتها وكأنّها ربّ آخر للحرف وللرّحمة جالسة تحت سماء مخاضها تلد غمامة رماديّة البوح ، سوداويّة النظرة ، منتهية الصلاحية ألفت العيش تحت قدميها وكأنّها لاتعرف غير النّعال أبا لها ...متى ما طردتها من تفكيرك عادت من غير وجه تستجدي عطفا وبعضا من فتات صوته .. ذاك الصوت الذي طاردته من غير كرامة ، وكأنّها بحاجة ماسّة لتلد مرّة أخرى كبرياء مثقوبا لا يصلح للتبجّح ونفخ الرّيش ... فالحبّ يا سيّدة اللاشيء ليس ترابا يسلب ، أو نهرا جاريا ينهب . وحيدة صرت تحاربين روحك المريضة بامتلاك ما ليس لك مكسورة تجرّين ظلّك لأجل قضيّة خاسرة ظالمها أنت ـ وسجّانها أنت . تتحاشاك الأنوثة النقيّة ماأمكنها من صبر كجلد الأفعى الذي لا يثبت على وجه ..مستقتلة ، تنوي هلاكه ببعض الوقاحة وكثير من السّوقيّة و مالايصلح ذكره في هذا المقام ... الغفران لا يعرف أبدا طريقا في فمها المعتّق بالخيانة والغدر وكأنّك لا تعرفها من كثرة ما تستعمل من أقنعة ملوّنة ساعة في وجه بريء ، وساعة في مظهر أنثى لبقة ، وساعة أخرى في ثوب شيطان مريد ....الغفران سيّدتي تجربة سامية ممزوجة باليقين وقناعة تامة بأن الشخص الذي لا تعرفينه على مايبدو محبوب من قبل الله والجميع ، وليس أمامك سوى الاعتراف بذلك وبفضائله وشمائله عليك ومن العيب أن تفني أنوثتك المشكوك في أمرها في البحث عن ثغرة صغيرة لتصيّد أخطائه .. هكذا قليلي الثقة يفعلون خاصة لوكانت أحلامهم متعلقة بهذا الشخص بشدة ... وربما الاسراف في الحلم هو الذي يجعلك لا ترى أمامك سوى أفكارك . لكن الانتقام أبدا ليس بحلّ لأنّ المذنب الأول والأخير هو الوهم الذي صنعت منه تمثالا وصرت تعبدينه حتّى الرمق الأخير وفجأة تجد ذلك التمثال مهدوما أمام عينيك بسبب زلزال صغير أحدثه الواقع الذي لا مهرب من عيشه لكن بسلام ومن غير ضغينة لأحد لأن الانسان هو الملام الأول والأخير عن كل أفكاره وفشله أيضا ولا يلصق ذلك بغيره ... عجبا لتقلّبات القلوب حين يكون معدنها مزيّفا ...
خديجة إدريس

أيها البعد اللّعين

 
أيّها البعد اللعين أشهر في وجهي ما طاب لك من العناق ... فحتما ستحترق قريبا بنار فراق ... وتذكّر يوم جلست تحت قدميك راجيا فركلتني بعيدا وما تشفّعت دموع اليأس ولا رقّت عيونك لاحتراق ... مزّقتني إلى قطع وقلت لكلّ قطعة ها أنا ذا فاستجمع أيها العاشق ما تمزّق فيك ودندن على ركبتيّ عليّ أمنّيك بيوم التّلاقي .... ما عرفت يوما ما الهوى ولا ستعرف المسافات الممدودة طعم الفراق .... أبكيتني حتّى ماعاد لي مكان لوجع يستوطنني فهل لك بقليل من الوفاق ....
خديجة ادريس

قلب ينزف حبّا



يبدو أن الانتظار يزيد من لهيب الشوق ويشعل جنونا أطفأه البعد والغياب 
لكن لا شيء مستحيل مع قلب ينزف حبّا
خديجة ادريس

شوق .... ومنديل .... ودمعة


يبكيني الشوق كثيرا ولا أملك سوى دموعي ومنديلا ورقيا  يصحب أوجاعي كلّما استيقظت وعلا بداخلي صراخها فأخرسها بالصمت وربما بابتسامة حزن مكابرة وكأنّها تقول لم أعد أحتمل التّصنّع أكثر فادّعاء الابتسامة موجع جدا خصوصا حين يكون قلبك على وشك الموت ولا يموت يقف في المنتصف  بين السماء والأرض .. ولا تملك سوى أن تبكي فما أهون الحنين على الغياب وما أصعب الغياب عليّ في لحظات الضّعف التي يفضحها البعد أيّتها المسافات اللّعينة ألا تملكين قدرا من اللّباقة لتكون أرحم بقليل ألين بقليل  .. سحقا لك من أنثى تستفزّين قلبي الموجوع ، وكانّي صرت علكة في فمك تمضغين قلبي وترميه بعيدا حيث لا شيء غيري موجود هناك في نقطة ضياعي ولا شيء يرثيني غير بكائي اللّعين ....
خديجة ادريس

تهنئة قبل الموعد




 
قد يبدو عليّ أحيانا البرود وعلى ملامحي تتشكّل قطع من الثلج البارد وقد تستغرب منّي الصّمت ولا تميّزه عن الثرثرة لكن اعلم يقينا أنّ أشياءك بداخلي وحدها من تتكلّم وكأنّ لصوتك صدى يخنقني من الداخل ليجعلني دائمة الاهتمام بك وكأنّ صوتك لص محترف يجيد سرقة مشاعري ... أجد نفسي أتفقد كلّ شيء يخصّك وكأنّك صرت ملكية خاصة أدقّق تفاصيلها من كلّ الجوانب و أحسب الأيام التي تسبق عيد مولدك بعام قبله وكأني مجنونة بالتواريخ وأحداثها ولحظاتها فأتحوّل إلى مفكّرة من غير وعي منّي لأكتبك على شكل أفعال وضمائر تتحرّك من غير إرادة بين أوراقي المشتّتة ، وكثيرا ما تنساب في خاطري أجواء مضت وكأنّها تحدث الآن فقط هذا العيد ربما سنحتفل به بعيدين عن بعض وكأنّنا عصفوران في قفص زوّجهما البعد وعقدت المسافات البعيدة قرانها على حبّنا ذاك المولود الصّغير الذي لم يكبر أبدا . لايزال شقيّا مثلك جميل هو قربك وصوتك وقطع ثيابك وحتى حذاؤك .... كلّها صور محفورة على صخر الذاكرة بعطرها ونظارة مشاعرها لتبقى .... أتساءل اليوم كيف تصلك الهدايا منّي وأعظمها كان لقاؤك.... من الجنون أن أسبق الأيام و أتعجّل في قدومها سريعا حتّى أحظى بك وحدي .... والأكثر جنونا ألا يقبل قلبي بتهان من غير لساني ورائحة أنفاسي لذلك أعتذر منك كثيرا على هذه الأنانية المشروعة فمنذ نعومة أظافري وأنا أحس أنّ هناك علاقة ما غريبة جدا تربطني بالورق والقلم وكأنّهما شجاعتي المفقودة التي أعوّضها بالكتابة ، غريب أن يحوّل الإنسان نفسه إلى كلمات كلّما شعر بحزن أو ألم أو رغبة في البكاء ثم يرمي بتلك الأوراق وكأنّها نكرة لا فضل لها ولا جميل .. ربما تغيّرت طريقة كتاباتي بفعل ما أو لطارئ ما جعلني أكتشف أوراقا أخرى أكثر شعورا تحسّ به حتّى من غير أن أقول أو أكتب تلك كانت أنت ورقي المفضّل وترياق أنفاسي التي أسلمك روحها كلّ ليلة لتقطف ثمارا ماكنت تعتقدها ستزهر يوما في فمي ..... فلا تستغرب تعلّقي المرضي بك فقد كان تعلّقا بالولادة وإن لففت العالم كلّه لن تجد صدرا أسعد من صدري لأنّه يحتويك بين ثناياه ... لا تتخيّل مقدار سعادتي بك وبوجودك بجانبي بالرغم من أنّك اليوم صرت أبعد قليلا حتّى المسافات تشفع لك كلّ شيء يسير في صفّك ولا املك سوى أن أقول نيابة عنها جميعها أعتذر لأني لم أكن لبقة كفاية ، صبورة كفاية في تهنئتك قبل الوقت وكأني ابتلعت ساعة انتظاري حتى صارت تدقّ في صدري فتسمع عقاربها من بعيد من بعيد جدا

خديجة ادريس

رصاص الرّحمة


 أشتاق إلى لمسة يدك ، إلى رائحتـك ، إلى صوتك ، إلى كلّ شيء فيك ... أشتاقك حدّ الارهاق ، حدّ الوجع ، حدّ الصمت ... كفّ عن العبث بي من فضلك واتركني قليلا لنفسي فما تركت لي مكانا منذ عرفتك ... أشتهي أن أضع يدي على صدرك وإصبع محبّتي على شفتيك ... أشتهي أن أضمّك ولا أتركك ... أشتهي أن أجلس على قلبك طويلا وأتعمّق في تفاصيلك الجميلة لأشبع منك .... عجبا لي كيف أفعل هذا بك في تفكيري فقط .. أرتكب جرائما كثيرة ضحيّتها أنت وجانيها شوقي .... فادفع الثّمن غاليا إذن ما دمت اخترت أن تكون بعيدا ، مادمت تمسك عنّي رصاص الرّحمة من شفتيك سأبتلعك في لحظة غضب  ولن تستطيع الخلاص من ذاكرتي لن أرأف بك في مخيلتي مادمت لا ترحمني بقربك 
خديجة ادريس

نقطة ... استفهام



أصعب ما يمكن للمحبّ أن يمرّ عليه لحظات فراغ بينه وبين من يحبّ وكأنّك تبتلع دموعك ولا تشبع حزنا ، لا يمكن للألم أن يحتويك من ثقل حجمك في عيونهم التي سكنتها طويلا بفضل ابتساماتهم .. لا زلت أتذكّر ذلك اليوم الذي أقنعني فيه أن الحياة تستحقّ أن تعاش ، تحتاج فرصة أخرى لنتصالح معها وهكذا مضيت بفضل قلبك الدافئ للثّقة من جديد في كلّ الأشياء من حولي فكنت انت أجمل شيء حدث لي ....ومرّ من الوقت ما يكفيني لأجعلك تاجا على قلبي ، ورحما لابتسامتي .. واليوم أقف عاجزا عن الكتابة ، عن الحياة لأنّي فشلت في ردّ الفرح المسروق من شفتيك ... فشلت في احتواء قلقك وألمك الذي لا يرى ولا يحسّ من شدّة جبروت ملامحك التي لا تظهر غير الأمل ... أشعر بحزن جديد لأنك أحببت الفشل بعينه .. أحببت قلبا لا يستطيع أن يمنح شيئا لأنه تعود على الأخذ منك .... أيتها الكلمات اللعينة استيقظي وخلّصيني من لعنة القهر التي أعيشها .... أيها القلم الصامت ألا تقوى على ردّ المحبّة بالجهاد في سبيل من تحب ولتفنى روحي إن كان آخر ما سأراه ابتسامة منك تعيد لي روحي التي ضاعت منذ حزنت وانطويت وجعلت في المسافات البعيدة فبلة لك ... أتذكر يوم نفخت في وجهي وقلت لن أتركك مهما حصل .... واليوم يتركني الحزن فريسة ... له ... ليس لي غير الأسئلة تراني لو كنت الأقرب حقا كما تدّعيه مشاعري كنت فهمت مصدر ألمك وابتلعته نيابة عنك .... كنت قطّعت روحي لأجل أن تشرق الفرحة في فمك وبعدها فلأفنى أنا وليفنى هذا الوجه الذي لم يعطك سوى الخيبات فسحقا لي من محظوظ عرف قلبك كيف يهواني بينما قلبي لا يعرف شيئا وكأنه مصنوع من اللاشيء يا الله ألهمني القوة لأقف سندا لروحه وجسده ورائحة نعله .... صدقا لن تجد عيوني أغلى منه 
عندما تصبح الأيام متشابهة لا ملح فيها ، تبدو لك الأشياء سوداء رغم ألوانها ، كما تصبح الشمس فوق رأسك شاحبة لا حرارة فيها وكأنّ عدوى ما أصابتها إلى درجة أن تصبح شبيها لكلّ شيء حولك .. وكأنّك تلد نفسك الحزينة وتفقأ عين الحياة في صدرك .. ليس غريبا أن تصبح في أعين من رفعوك شوكة صغيرة مضرّة وليس مؤلما أيضا أن تعود الى منزلتك السابقة ، فأنت لم تألف الصّعود يوما بل السّقوط من أدمنك إلى الحدّ الذي تتعايش فيه معه وكأنّه فخر لروحك المشقوقة التي تظلّ متمسّكا بها رغم الظّروف .. قف مرّة أمام مرآتك وسترى نفسك على حقيقتك التي لم تكن لك رغبة في تصديق مرارة ما تراه فيها ... لكن الأكثر ألما أن تكتشف ضعفك في وقت متأخر جدا بحيث لا يمكنك الرّجوع إلى الوراء ولا التقدّم نحو الامام وكأنّك مجبر على الوقوف في الوسط ترثي صورتك التي آلت إلى الزّوال ... في بعض الأحيان ترفسك الكلمات لتلقيك بعيدا عنها رافضة الانتماء اليك وكأنك وباء .يصيب الكلمات بالعطب ... فتبتعد اللغة عنك لتصبح وحيدا منبوذا بأنفاس جفّ دمعها فلا شيء تستطيع تقديمه لروحك المهزومة غير الصّمت
خديجة ادريس

لحظة .... انتظار



لا أستغرب أن تصبح الألوان باهتة في غيابك ، وكأنّها تستمدّ بهاءها منك ، كما أستمدّ أنا منك ابتسامتي ...
أحبّك بحجم المسافات البعيدة .... أحبّك عدد النبض الذي زرع بي حتى آخر نفس فبدونك أحس بالوحشة والحزن ولا عجب أن يصبح من نحبّهم مشروع حياة بالنسبة لنا وكلّما ابتعدوا عنّا قليلا زادت اشراقاتهم بداخلنا وكأنّهم قمرنا اليومي يمشي معنا جنبا الى جنب في هذه الحياة التي ظنناها يوما حياة بدونهم 
أحبك جدا حين تكون قريبا وأحبك أكثر حين تبتعد وكأنّ المشاعر كلّها تشتعل وأنت هناك خلف داكرتي تعبث بخيطانها لتذكّرني بأسعد اللحظات حتّى لا تمرّ دقيقة من غير التفكير بك
وكأنّي أتنفّسك عميقا في لحظة انتظار تشبه صوت القطار في عجلته ، في جنونه ، في كبريائه الذي لا ينتظر أحدا في المحطّات البعيدة .... وكأنّك تتعمّد أن تكون مثله ، مارّا على جوانب تفكيري لتحدث ضجّتك المعهودة وتغيب ، كربوة تعثّرت بها أنفاسي واختنقت في شوقها و أعلنت الرّحيل ... لست أدري إن كنت تفكّر بي أم وحدي أستحضرك وأحدّثك عن سرّ هذا الحزن القتيل..
خديجة ادريس

غيابك أوجع من الحنين



عالقة هي روحها بي إلى درجة تعثّري الدائم بطيفها ، يسألونني مابالك تحدّث نفسك ماشيا فقلت ألا اعذروا عاشقا اكتحل المساء بعبيرها .... ترمقني من بعيد أشواقها وتسبقني إليها باقة وجداني برحيقها ، فتترنّح بين أوراقي مبتسمة وتشغل قلمي عنّي وتطرد الكلمات من فكري عنوة وتتهمني بالصّمت في حضرة عرينها ... ألا يكفيني عقم الكلام سيّدتي فتزيدين أنت بحضورك لوعتي بكثرة حريقها 
إليك وحدك هذا الصّمت
خديجة ادريس

حطب الشّوق


أرفع قلبي قبل قلمي ، وأفرش روحي بدلا من أوراقي ، وأحتسي مداد بعدك على مضض لأشكّل به ملامحك الجميلة وأعتليها نبضة نبضة علّك تحسّ بثرثرة مشاعري التي لا تعرف كيف تصمت في حضورك . فأمنّي النّفس بالرّجاء علّك تطرق باب دهشتي يوما وتلقي عليّ تحيّة المحبّة المفاجئة كمطر الصّيف لتطفئ حطب الشّوق قليلا ... عجبا للكلمات التي ترفض بشدّة أن تحوّلك إلى حرف على ورق وكأنّك لا تغرق بالحبر ولا بعناد الأنثى الشّرسة حين يطال الخطر مخدعها ... تمشي على جلدة أحلامي كطاوس تتبختر وكأنّه مبتلّ بالألوان ولا تلتفت أبدا إلى يدي الملوّحة ولا إلى لافتة قلبي الموجوع في محطّة مهجورة سكنها الفراغ .... قرّرت اليوم وأنا في كامل جنوني أن أعترف لك بالحرف عن مشاعري فما تراك فاعل لو اعترفت جميع كلماتي وحضرت قواميس عشقي التي لا تهتف باسم غير اسمك الذي يفقدني توازني فرفقا بقلب الذي جرّ ني إليك جرّا لأعترف أنّي أحبك بحجم السّماء بحجم الأرض  وما حملت ... بحجم حضورك بداخلي وكأنّك تتعمّد الجلوس على قلبي كلّ ليلة 
 كمدفئة هادئة ، وتستقرّ على رأسي طيور الشّوق ورائحة القرب المنبعثة من الحطب ، وكأن جلدة الانتظار باتت تحترق لتشمّ على بعد أميال رائحة الاشتياق الرّهيبة
 لا تسألوني كيف جعلت منه مدفئة ونارا وحطبا ، لا تسألوني كيف تسجد له روحي كلّ ليلة لتقدّم  قلبي قربانا لمحبّته لأستحضر روحه الهائمة بعيدا وأدعوه بوجه مبتسم ليتناولني على طبق مسائي أوجدته الأقدار فليجلس طويلا على كرسيّ مليئ بانفاسي وليستشعر طعم الانوثة في أطباقي فما تعلّمت يوما طبخة غير قلبي لأقدمها له مع كامل امتناني
جرّبت النوم على صدرك فما وجدت أفتك منه لقلبي المرهف ، ومنذ وضعت رأسي على كتفيك وضعني النّسيان جانبا لأظلّ متعلّقة برائحة أنفاسك مادام لي نفس .... لو كنت أعرف أن صدرك يثرثر بهذا الشّكل الملفت ما وضعت جبيني وما أتبعت في هذا الغرق جسمي ... وذاكرتي وحتّى يقيني
خديجة ادريس

الثلاثاء، 11 فبراير 2014

على موقد الانتظار



على موقد الانتظار تنضج أشواقنا وفي أعواد الكبريت المنطفئة تكمن قوانا الصّامتة وكأنّ رؤوسها الحمرا ء مبعث لشقائنا حين يصبح للغياب اسما آخر غير الذي اعتدنا عليه و من القساوة أن تحسّ بالبرد ومعطف كلماتك بين كتفيك وفنجان أمنياتك امتزج ببعض أنفاسك المعلّقة . مؤلم أن تمتلئ بالحزن إلى الحدّ الذي تفقد فيه شّهيتك للكلام ، وكثير من وزنك العاطفي الذي كان يوما فاتحا لشهيّة الحياة ، متى ينضج قلبي ويكفّ عن مضايقتك كالأطفال أليس الحبّ طفولة ، أنانية ، رغبات مباحة ، تحصل على كلّ شيء بالبكاء أو الإلحاح ،أما كانت العاطفة يوما تعبيرا من تعابير الصّغر . أحنّ إلى طفولتي إلى زمن اللّعب والعبث .. أحنّ لدميتي التي أفسدتها غضبا ودفنتها في قلبي ، أحنّ لجدران بيتنا التي لم تسلم من مشاكساتي وخربشاتي الطّويلة ، أما آن لي أن أكتب على صدرك ما يخطر ببالي أحتاج قلبك لأتّخذ منه حبرا ، أحتاج صوتك لأبني عليه أمنياتي ، أحتاجك أكثر لأنّي أريد أن أمارس طفولتي بين يديك ... سأكتفي بك فلا شيء بعدك يستحقّ أن يذكر أو يكتب ، فامنحني مزيدا من الجنون وقليلا من التّهذيب فأنا أقسمت ألا أكون في وجودك لبقة أو أنيقة أو مهذّبة لأني قرّرت يوم أحببتك أن أمرّ على تفاصيلك وكأنّ عمر الخيبة ما نضج بعد
وكأنّ حلمها كان هو ولا يزال ... قاطرة متمسّكة بأحلامها تنتظر إشارة الانطلاق نحو مجهولها الجميل الذي يخافه الكثير ، لكن هي أحبّته منذ البداية ، فكانت ضمّته المقدّرة ، وحركة أيّامه ... ماعادت الأقلام تطعم شوقي وما عاد الصّوت يسدّ رمقي فالحبّ يكون أجمل حين يفقد صاحبه حاسّة الشّبع ، مفرط في شراهته إلى حدّ المرض وكأنّه لا يأبه إن فقد رشاقته المعهودة لا بل يكون ساحرا في ثقل وزنه وكانّ المشاعر صارت لا تساوم أبدا على رغباتها الملحّة وكأنّها طفل مغرور أنانيّ لا يحبّ أن يعبث طفل آخر بلعبته بصديقته التي لا تتحدّث إلاّ صمتا لا تجالسه إلاّ حين يرغب ... ويرميها بعيدا حين يملّ منها لكنّه يعود حين لا يجد غيرها مؤنسا لطفولته في زمن كثرت فيه الألعاب وقلّت فيه الحقيقة أدمنته حتّى صار جسمها يرفض العلاج بالمهدّئات ، والانشغالات الواهية ، فلا يمرّ يوم إلاّ واشتدّ مرضها به إلى درجة أنّ ملامحها يبدو عليها الارهاق والتعب ، فتبدو ابتسامتها من بعيد كهلال في نهاية نقصانه ... شيء من نوره يأفل وشيء من ظلامه يظهر محدودب الرّغبة ، وكأنّها بين سما ء ولحظة تنشقّ من أنفاسها عبرات الغياب ، غير مصدّقة أنّ روحه وفجر غيابه صار يعبرها كقطار ويمضي ، لم تعرف أنّها صارت محطّة لتنهيداته التي لا تجني منها غير الصّمت ... قطار دهس أحلامها وتركها مشتّتة النّظرة لا ترسو على برّ ... أما كان صدره أمانها ، صمّام رجائها الوّحيد ، أيعقل أن ألعن الانتظار في حين تباركه نعم النّسيان والانشغالات الكثيرة التي صارت عشيقته الجديدة ... التي سرقته منّي بحمرتها المزيّفة ، انهيت نهاري شبه مصدومة لا أميل لشي ء غير يقيني الوحيد بنهاية يوم ثقيل مرّ من دونه وتظل روحه بخاطري تنشد معزوفة صامتة أتقنها الوجع حتّى صارت تحفة تعبث بها أصابع النّسيان ، فجذير بذاكرتنا المخذّرة أن تستيقظ على تسلّلات صوته المفاجئ وقت نومنا كمنبّه نفذت بطّارية شوقه فاعتزل الشّعور ريثما يصلح عطب المسافات التي ازداد وزنها وكأنّها لا تشتهي غير النّهم لأطباق أفراحنا ... ما أقساه من تفكير حين يتحوّل إلى ومضة ذكرى يصنعها الغائب ويتوّجها المنتظر خليلة الخذلان ، لا تشتهي الوصل إلاّ بالقدر الذي ترسمه هي كخيط دخّان أعلن ثورته المفاجئة ليعكّر مزاجي باختناق صنعته لحظات التّفكير به ... ماذا تصنع حين تحفّك الخيبة بذراعيها وتهمس في أذنيك تشدّ انتباهك نحو صومعة الجوع الدائم لصوته وكأنّه مرهم لقرحة الألم ، و ضمّادة لجرح ينزف وردا مبتسما آملا في عودة من أدمن الغياب حدّ الشّبع ، فيا شهقة الرّوح المتمرّدة يا عصفورا أطعمته من محبّتي لا تبتعد كثيرا فالبهجة التي تصنعها تكفيني خديجة ادريس

عندما يثرثر صوته ...





صوته كوقع ارتجاج في المخّ يصيب الجسد كلّه بالعطب ويصبح غير قادر على ممارسة حركاته التلقائية بعفوية وكأنّ هذا الحدث الطارئ مسؤول عن عصب الحركة العاطفية ... وملامحها التعبيرية بحيث لا يمكن لمثل هذه الهزّة أن تصيب جسدا آخر غير جاهز للعنة الحبّ التي يصاب بها البعض ويعتبرها لعنة محمودة تجلب الحظّ وتذهب النّحس عن القلب الذي ينتعش سريعا بفعل هذه المؤشرات التي يعجز الطبّ عن رصد طريقة تفكيرها وحركاتها المشاكسة في داخل كلّ واحد منّا .... أليس جميلا أن تسكن بداخل من تحبّ من غير أوراق تثبت انتماءك لوطنه فتصبح كالشّجرة المزروعة باتقان تسمع حثيث أوراقها كلّما تنهّد المحبّ بآهة شوق مستفزّة ، وكأنّك تقول من أعمق نقطة فيه قف على الشّوك مغمض العينين ستجد الشّوك مفرشا لذاكرتي فمرّ عليه برفق ولا تحدث ضجّة فلربما تأتينا عاصفة مباغتة تنفخ فينا سوادها رغبة منها في تحطيم حلمنا المعلّق .... فالأحلام اليوم صارت مطاردة ، تثير الشبهات أينما حلّت وكأنّها جريمة لا بدّ من محاكمتها لتجريم أحلامها... مرّ فلا يوجد أجمل من العطب الذي يحدثه صوتك في لحظة انفصال تام عن العالم وكأنّك مخلوق تصارع الوحدة في عالم فارغ إلاّ منه ، وكأنّ شللا ما يصيب جميع أعضائك فتعجز عن تحريك حواسك إلاّ  واحدة تظلّ وفيّة لك في سمعها العميق لنبرات صوتك المنبعثة وكأنّها حالة جويّة طارئة  تلزمك المكوث في البيت مقابلا لوجه المدفئة ولرائحتك المنبعثة من الحطب المحترق وكأنك تقول رغم الاحتراق والافتراق والحصار المفروض موجودون كالثّوب الشّتوي على الجسد ، كالمظلّة الواقية فوق الرّأس والقلب... كم يلزمني من لحظة لأعيشها بهذه الطريقة كلّما دقّ الهاتف لأسافر مع نغمات شوقها بعيدا وقبل أن أضغط على زرّه الأخضر  تتقلّص  المسافات الطويلة بيني وبينك وتتعجّل أصابعي في الرّد قبل أن يحدث طارئ ما ، أو انقطاع مفاجئ للاتصال فكثيرة هي الانقطاعات المفتعلة في يوم شتوي تقطع فيه جميع الطّرق وكأنّهم لا يضعون حسابا لقلوب مبتلّة تنتظر خلف نافذة غطّاها الثّلج فلا ترى منها غير الصورة التي ترسمها لوجه تنتظره من مدّة بينما هو في الشقّ الآخر للغياب يطفئ حنينه بفنجان قهوة متّكئ في ركن بعيد من غرفته وكأنّ المكان يوحي بشيء ما يومئ من بعيد كشرارة متّقدة أفقدها البياض حماستها ... موغل في صمته إلى الحدّ الذي تتزاوج فيه الحياة بالموت في ثنائية عجيبة غمرها النّسيان بالنّسيان .. وتظلّ الذاكرة مستيقظة ترمقه من بئر أنفاسه العميقة وكأنّها تستجديه لمزيد من القبل ... تليق به السّماء إلى حدّ بعيد في نتوءات سحبها ورحابة صدرها وعواصف صمتها وقلّة ثرثراتها ... وكأنّه يلعن الأوراق الفاضحة ، حين تصبح الكتابة فعل ماض مبني على التوقّعات خديجة ادريس