في فمها المعلّب بالكذب تعلك تخاريفها المعتادة ... وكأنّها لا ترضى هذه المرّة بغير قلبها ربّا له ولرجولته .. في خيلاء تمشي متعثّرة بكلماتها وكأنّها ربّ آخر للحرف وللرّحمة جالسة تحت سماء مخاضها تلد غمامة رماديّة البوح ، سوداويّة النظرة ، منتهية الصلاحية ألفت العيش تحت قدميها وكأنّها لاتعرف غير النّعال أبا لها ...متى ما طردتها من تفكيرك عادت من غير وجه تستجدي عطفا وبعضا من فتات صوته .. ذاك الصوت الذي طاردته من غير كرامة ، وكأنّها بحاجة ماسّة لتلد مرّة أخرى كبرياء مثقوبا لا يصلح للتبجّح ونفخ الرّيش ... فالحبّ يا سيّدة اللاشيء ليس ترابا يسلب ، أو نهرا جاريا ينهب . وحيدة صرت تحاربين روحك المريضة بامتلاك ما ليس لك مكسورة تجرّين ظلّك لأجل قضيّة خاسرة ظالمها أنت ـ وسجّانها أنت . تتحاشاك الأنوثة النقيّة ماأمكنها من صبر كجلد الأفعى الذي لا يثبت على وجه ..مستقتلة ، تنوي هلاكه ببعض الوقاحة وكثير من السّوقيّة و مالايصلح ذكره في هذا المقام ... الغفران لا يعرف أبدا طريقا في فمها المعتّق بالخيانة والغدر وكأنّك لا تعرفها من كثرة ما تستعمل من أقنعة ملوّنة ساعة في وجه بريء ، وساعة في مظهر أنثى لبقة ، وساعة أخرى في ثوب شيطان مريد ....الغفران سيّدتي تجربة سامية ممزوجة باليقين وقناعة تامة بأن الشخص الذي لا تعرفينه على مايبدو محبوب من قبل الله والجميع ، وليس أمامك سوى الاعتراف بذلك وبفضائله وشمائله عليك ومن العيب أن تفني أنوثتك المشكوك في أمرها في البحث عن ثغرة صغيرة لتصيّد أخطائه .. هكذا قليلي الثقة يفعلون خاصة لوكانت أحلامهم متعلقة بهذا الشخص بشدة ... وربما الاسراف في الحلم هو الذي يجعلك لا ترى أمامك سوى أفكارك . لكن الانتقام أبدا ليس بحلّ لأنّ المذنب الأول والأخير هو الوهم الذي صنعت منه تمثالا وصرت تعبدينه حتّى الرمق الأخير وفجأة تجد ذلك التمثال مهدوما أمام عينيك بسبب زلزال صغير أحدثه الواقع الذي لا مهرب من عيشه لكن بسلام ومن غير ضغينة لأحد لأن الانسان هو الملام الأول والأخير عن كل أفكاره وفشله أيضا ولا يلصق ذلك بغيره ... عجبا لتقلّبات القلوب حين يكون معدنها مزيّفا ...
خديجة إدريس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق