قد يبدو عليّ أحيانا البرود وعلى ملامحي تتشكّل قطع من الثلج البارد وقد تستغرب منّي الصّمت ولا تميّزه عن الثرثرة لكن اعلم يقينا أنّ أشياءك بداخلي وحدها من تتكلّم وكأنّ لصوتك صدى يخنقني من الداخل ليجعلني دائمة الاهتمام بك وكأنّ صوتك لص محترف يجيد سرقة مشاعري ... أجد نفسي أتفقد كلّ شيء يخصّك وكأنّك صرت ملكية خاصة أدقّق تفاصيلها من كلّ الجوانب و أحسب الأيام التي تسبق عيد مولدك بعام قبله وكأني مجنونة بالتواريخ وأحداثها ولحظاتها فأتحوّل إلى مفكّرة من غير وعي منّي لأكتبك على شكل أفعال وضمائر تتحرّك من غير إرادة بين أوراقي المشتّتة ، وكثيرا ما تنساب في خاطري أجواء مضت وكأنّها تحدث الآن فقط هذا العيد ربما سنحتفل به بعيدين عن بعض وكأنّنا عصفوران في قفص زوّجهما البعد وعقدت المسافات البعيدة قرانها على حبّنا ذاك المولود الصّغير الذي لم يكبر أبدا . لايزال شقيّا مثلك جميل هو قربك وصوتك وقطع ثيابك وحتى حذاؤك .... كلّها صور محفورة على صخر الذاكرة بعطرها ونظارة مشاعرها لتبقى .... أتساءل اليوم كيف تصلك الهدايا منّي وأعظمها كان لقاؤك.... من الجنون أن أسبق الأيام و أتعجّل في قدومها سريعا حتّى أحظى بك وحدي .... والأكثر جنونا ألا يقبل قلبي بتهان من غير لساني ورائحة أنفاسي لذلك أعتذر منك كثيرا على هذه الأنانية المشروعة فمنذ نعومة أظافري وأنا أحس أنّ هناك علاقة ما غريبة جدا تربطني بالورق والقلم وكأنّهما شجاعتي المفقودة التي أعوّضها بالكتابة ، غريب أن يحوّل الإنسان نفسه إلى كلمات كلّما شعر بحزن أو ألم أو رغبة في البكاء ثم يرمي بتلك الأوراق وكأنّها نكرة لا فضل لها ولا جميل .. ربما تغيّرت طريقة كتاباتي بفعل ما أو لطارئ ما جعلني أكتشف أوراقا أخرى أكثر شعورا تحسّ به حتّى من غير أن أقول أو أكتب تلك كانت أنت ورقي المفضّل وترياق أنفاسي التي أسلمك روحها كلّ ليلة لتقطف ثمارا ماكنت تعتقدها ستزهر يوما في فمي ..... فلا تستغرب تعلّقي المرضي بك فقد كان تعلّقا بالولادة وإن لففت العالم كلّه لن تجد صدرا أسعد من صدري لأنّه يحتويك بين ثناياه ... لا تتخيّل مقدار سعادتي بك وبوجودك بجانبي بالرغم من أنّك اليوم صرت أبعد قليلا حتّى المسافات تشفع لك كلّ شيء يسير في صفّك ولا املك سوى أن أقول نيابة عنها جميعها أعتذر لأني لم أكن لبقة كفاية ، صبورة كفاية في تهنئتك قبل الوقت وكأني ابتلعت ساعة انتظاري حتى صارت تدقّ في صدري فتسمع عقاربها من بعيد من بعيد جدا
خديجة ادريس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق