أيام قليلة وينقضي عمر هذه السنة مخلّفة وراءها ذكريات جميلة وأخرى حزينة ... رسمها أصحابها بقلوبهم وبأفعالهم ... منهم من رحل ومنهم من ازداد حضورهم في القلب ... سنة كفيلة بأن تراجع هزائمك وبعض انتصاراتك ... وكأنك تقوم بغربلة لكلّ ما مررت به ليختزل أخيرا في ذاكرتك العميقة منه سترجع اليه كالحضن الدافئ ومنه من ستتناساه في بئرك المظلمة وتغلق عليه الباب بحيث لا رجوع ربما ستلوم هذه السنة حين يواريها الزمن إلى مثواها الاخير لأنّها لم تعطك شيئا ... لم تصدقك الفعل والوعود ، أوربما ستلوم نفسك لان هذه السنة هي من صنع يديك ونتاج أفكارك وأحلامك سنة تدفنها سنة جديدة ، ويوم يلده يوم ، ولحظات تولد من العثرات ... ولا ندري إن كان القادم أجمل أو أسوأ لذلك ما على القلب المفعم بك سوى الامل في غد مشرق .... لازلت حتى الآن اتذكّر صيف تلك السنة الجميلة التي جمعتني بك رائحتها لا تزال عبقة الذكرى ... سلسة المعنى .. ككتاب أقراه كلّ ليلة ولا ينتهي فصله الاخير معي .... ما اجمل اليوم الذي صرت فيه حقيقة بعد أن كنت مجرد صورة تختزلها أشواقي ..... فوداعا أيتها السنة سأستعد لاستقبال الأخرى بوجودك الدائم معي ولا مساحة لذكر الأحزان أو المواقف الفاشلة التي مررت بها لأني أملك قلبا بجانبي ينسيني كلّ الهموم فكل سنة وأنت أنا
خديجة ادريس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق