الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

مجرد ... رقم




تكسّرت زجاجة الفرح بداخلي وأدماني انتحارها المؤلم وبين حوافها الحادة تختزلني مسافات لحياة لم تبدأ بعد ولكنها انتهت بين قطعها المنثورة وأظل انا أقلّب بين جراحي القديمة عنك بينما أنت تظل ترقص مبتسما منتصرا فوق شتاتي وحطام غيري كيف لك أن تجيد الرقص على قطع الزجاج دون دماء ودون ألم أيها المحترف المكابر سحابتك الورقية وزورقك المبني من دموعي وشراعك المنتصب في مهب جوعي ستحنيه ذكرياتي المبللة بالندم وأصابعك تلك الحكاية العجيبة في وصف انهزامي وانتصارك كيف لها ان تكون دون نهاية تراه بعض حبك لي جعلك تطوي نهايتنا دون رقص أخير و دون دمعة أخيرة تسدلها أصابعي المعلقة في سماء قلبك المبني من تراب ومن ثلج و من مطر فأي رقم أحمله في جبيني بين أرقامك وحساباتك لضحياك فمقتولة هي المشاعر حين تصبح رقما عددا يركض خلف الزمن ليختزل حياة لامرأة ولدت لتصبح رقما في كتاب حرفا من عتاب قصيدة من سراب تراه السراب تصبح له روحا دون رقم تطبعه أصابع مجهولة على فتاته المتسلل بين نسمات الزمن وريح الربيع فأي رقم تراني قد حملته وأنا معك أي رتبة شرفية حصّلتها بوجودي قربك تراني كنت رقما مستعصيا مشاغبا مرميا بين أرصفة الشرف أم اني مجرد رقم سهل القيادة في مادة الرياضيات فالحب أصبح علما تقسم على اثنين لينقص واحد ومن بعدها تزيد الأرقام دون شعور ودون محبة ودون حب فأي صبورة لطفل كنتها معلقة بين حواف تفكيه يكتب ويرسم ويكسر كيفما شاء دون أن أحدث صوتا أو أنينا تراها كل الأرقام مثلي تتهاوى على نافذة قلبك المغلق لتسقط دون ارادة في سلة المهملات المصنوعة خصيصا لأرقام ليس لها وجود بين خيطان وعيدان وحطام حياتك ربما سأظل رقما مرّ بأفراحه وآلامه ودموعه وفشله وانتصاره على حواف تفكيرك المحدود لكن تذكر أنك مجرد آلة حاسبة لا شعور لها لأرقام تصنع فارقا بينما تظل انت لا تصنع شيئا سوى الهواء
               خديجة ادريس 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق