الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

نصف ... مبتور



لم يبق من الوقت الكثير ليتوقف المطر وتستردّ عافيتها هذه السطور فكل شجرة مررنا بها يوما تبارك هذا النفور فلربما فيه تقرع للسعادة طبول فما أشقاها حين أغادرها خلسة هذي الفصول ممتدّة ممدودة على صدري كقطار يمشي مجتهدا عبر مرّ العصور فلا سوف ترضيني أصابعك ولا أحزانك ولا أحلامك المعلّقة للزينة على مشارف القصور فأي شرفة منحوسة هي التي جمعتنا يوما وأغرتنا بالعبور مقطوعة هي كل الطرق أمامنها ممنوعين نحن من السفر والسرور أيها الباحث عني بل أيها الهارب مني توقف قد أنهكت واستنزفت في حضرتي جميع الحلول معلولة أنا صرت فاعذر مجنونة على درب قصيدك يوما مرّت مرور الطيور ولعبت بحبرك حتى ملّت وملّ منها الشعور وآن لصغير حجمها لحقير حرفها لكبير جرمها أن يعود من حيث بدأ نصفه المبتور .. خديجة ادريس

نــــــــــــــــــــــــــــــــــــور


 

أتاني في صورة حلم أبيض وضع صوته الجميل على وسادتي الباكية ؛ وأنا بين الحياة والموت أتقلّب كتفاحة دحرجها السّقوط نحو قاع الغرفة التي احتوت حلمي الجديد الواقف صوب سكرات قلبي الموجوع ؛ مدّ لي يده وكأنّ النّور هو في صورة ظلّ سكن قاعي وأركان غرفتي الباردة ؛ سألته منتحرة وعلى فرش الضّياع استقام عودي المتناثر كريش طائر ماظلّت جناحاه تحملانه الى سماء حبيبته ؛ كل الريش أنا وكل الأجنحة المكسورة أنا وكل الوجع أنا وكل الدّموع أنا وكل الباحثين عن حذفهم أنا وكل المنتظرين أنا وكلّ المحطّات المهجورة أنا وكلّ الصمت أنا وعلى ذكر ملك الموت هذا مددت أحلامي المنهكة وضممتها ضمّة قلق ؛ وسألته من رأس الجرح الممدود قربي تراك جئتني لتسرق أحلامي الجاثية على نوافذ الموت ؛ تراك جئتني في توب النّور لتغريني بالحياة أراك ما مددت نحوي يداك تراهما من نسج الوهم هما ...أم أنّي صرت أتوهّم حضورك وغيابك وكأنّك مبرمج على الترحال المستمر؛ عدّلت من جلستي وتركت ذات الوجع وجعي وفتحت عينيّ النائمتين وشحذتهما بآخر نظرة حيّة و شحنت من الأسئلة ما يكفيني لأبقى أكبر قدر من الحضور ووجدت ذات اليد قربي ممدودة كعنقود مبتسم الوجنتين حبيباته المغرية بالأمل تناديني وأنا المكسورة بجرحها المسموم ؛ كيف له بل كيف لي أن أمدّ لك يديّ المليئتين بالكدمات ؛ كيف لي أن أمدّ لك جسرا مهدوم ؛ جسما محموم ؛ قلبا آول للسقوط ؛ كيف لي أن أقطف وأنا المقطوفة كيف لي أن أقطع شوطا نحوك وأنا المقطوعة من قلب الجذور
وانطفأت دمعتها المحمومة بلهيب شوقها ووزّعت بين فرش الضياع ابتسامتها وتقلّبت كأنّما مستعدة هي للرحيل بين ذكرياتها أفق الحلم المعلّق على جذر قلبها صار يتساقط كورقة من فسيفساء جوعها تحلّلت في تربة مليئة بالحشرات ومدّت يدها لتنتشل بعضها المنثور وكانها مدّت كفنها ليستقبل خيبتها جرحها صداعها قرحتها مغص الندم فكلّها نهايات مؤلمة مسكّنات لبداية واحدة أخطات المسير أيّها النور الجميل علّك أخطأت الغرفة أطالب يدي المعتمة المرهقة ..... أرى نورك القريب ينطفئ في حضرة الستائر الماضية يتذبذب منتشيا مصباحي النائم وكل شموعي الذائبة تراك حقا أخطأت عنواني الذي لم يعد في الخدمة أم أنك مجرّد وهم أخطأته فوضى النعاس التي صارت عنواني الجديد ..... 

                                                                        خديجة ادريس

مدينة النور .... مدينة الفرح والسرور


دخلت حياتي دخول الفاتحين عنوة ووجدت في حزنها وصمتها وغموضها ما استهوى حزني وقلمي ... قالت لي معجبة انا بما تكتبين فقلت لها من أين لك تعرفين نسياني المرير قالت لي بمحض الصدفة أحببتك وعشقت كل كتاباتك فقلت لها فلنجعل من جرحنا جرحا واحدا ألما واحدا دمعة واحدة ... وصرنا صديقتين مع أني لا ازال أراها بعيدة عني ترفض الحديث عن جرحها قالت لي محجوبة أنا عن الكلام الى الأبد ومع اني فضولية بطبعي احترمت رغبتها وتركتها على راحة صمتها غير انها تسلّمني كل ليلة يعانق فيها القمر ضراع السماء كتابات وما أجملها من كتابات معتّقة بالحزن والبكاء وهذا النص محاولة منها ومني للتخلّص من نواح البكاء ولو لمرة واحدة هي تقول أول مرة سأكتب عن الفرح وكذلك قلت أنا هي تقول تراني سأنجح وأنا كذلك أقول ترانا سننجح فتقبلوا مرورها الصامت الذي يبدع أول مرة في وصف رحلتها الى مدينة الفرح والسرور وكذلك أنا فكان امتزاج نصّينا محاولة لهزيمة شيئ بداخلنا فلعلّها بهذه الطريقة تثق من جديد بان الحياة لا تزال بخير فهذه أول مرّة في حياتي وحياتها على حدّ قولها نجرّب الكتابة بقلم أبيض تغزوه الضحكات التي قد تولد من جديد فتقبلوا مروري أنا نسيان { خديجة ادريس } وهي {دفى الروح } مريم صديقتي اتي ولدت حديثا من رحم النسيان هي وصفت رحلتها الى مدينة النور وانا وصفت الابتسامة أميرة مدينة الفرح والسرور فتقبلوا منا هذا المرور
مدينة ..... النور مدينة الفرح والسرور
أدكر ذات ليلة محدّثة نفسي الحالمة الانسلاخ من حزني فقد مللت أنا ديار النائمين الباردة وكانهم من فرط التّعاسة يفرشون الأسى ويتوسّدون اليأس ويلتحفون الحزن ويستسلمون لبلاط من ثلج وجرح وقرح
رحت امشي مختلسة الخطى وكان الخطى ذاتها تجتثني من تحت أتربة الفضول الباحث عن متعة الشفاء لتقذفني في روعة البقاء نحو ديار الحزن تلك الممدودة على جسر الألم وخارج أسوارها ارتديت حزني على عجل وكانه كتابي المقدّس أحمله على اكفّ الرعاية وانتعلت حذاء اللعنة في رجلي غير آبهة لما قد يحلّ بي
واختبأت من سهام العيون التي تترصّد طريقي مع كل خطوة كنت أخطوها وكأن انفاسي المتقطّعة رهبة صارت تكبس علىنفق الحزن الذي يسكنني ويسكن قدمايا وكاني به أسمع أنينه مستجديا عطفي ويحثّني على الرجوع الى عتمة بيتي
وكأنه يصرخ متعمدا ليوقض النائمين من حولي فتسارعت خطايا الجريئتين وكأنهما تلبسان جلدته لاول مرة ولم أنتبه لأغصان الحزن التي تعرقل حركاتي بخدوش وجراح وعويل وصراخ ودون أن انتبه صرت عند عتبة مدينتي المظلمة مدرجة بالجراح فاخرجت غير مصدّقة تاشيرة عبوري منها معلنة غربتي الأبدية عنها وعن نفسي مودعة حزني المخلوع عن عرشه المستبّد فاحسست لوهلة انني لست سقيمة ولا عليلة فطلقت على غير رجعة الأسى وكل مساءات النواح غير ان الفزع ما طلّقني لحظة ولا تخلّصت من نعله الذي أوصلني الى عتبة النور
تراني سأكفر بطبيعته واتركه خلفي كما تركت مدينة بيتي الموحش وكل جيران حزني وعذابي
تكلّمني عتبة النور تلك مستقبلة خسائري وجميع انتصاراتي وتستهويني للتقدّم اكثر فاكثر لألمس ولو للحظة ضباب مدينتي الجديدة التي كان مكتوبا عليها حللت أهلا وطبت سهلا فوقفت مفزوعة الرؤى وانا لم أحظ بعد بتأشيرة عبوري نحو تلك المدينة وكاني ما بين الجنة والنار كأصحاب الاعراف المعلّقين بآمالهم وكأني صرت فجاة بدون وطن بدون حزن بدون نور فكيف أحيى إذن ؟ تابعت طريقي نحو بوابتها الجميلة المعتّقة برائحة الحياة ولا يزال حذاء الحزن ينتعلني وكأنه صار يضيق علي اكثر فأكثر كلما اقتربت خطوة وتجلّت لي اخيرا مدينة النور واستوقفتني أسوارها وكأني حلم مشبوه استاذنت حاجبها للدخول بخوف وتردّد كبيرين لأني لا أملك تأشيرة غير جسدي الحالم لأعبر به حيث يقيم معشر المبتسمين فاجابني مقاطعا فضول ما يجري خلف الباب لا عليك أن تخلعي حذاء البكاء هذا وترميه بعيدا ففرحت وابتسمت أخيرا وخلعته منتقمة منه ومن كل الذين مرواّ مستسلمين لأحزانهم فانا لا احتاج الآن لاذن كي أبتسم فكلها بدون تأشيرة يا صديقتي الفرحة يا خليلة الجديدة أشرقت شمس الابتسامات وانجلى عني الليل المقيت دخلت مهلّلة مبتسمة الجوارح والجوانح وتركت خلفي حذائي وجميع ماساتي خارج أسوار المدينة لصقيع النسيان ولبرد المصير فقد تخلّصت من بقايا الحزن المخلوع من عرش مملكتي المطمئنة لفرحها الجديد ........فما اجملها من ساحرة تلك الابتسامة التي صارت حسناء تمشي بين طرقات المدينة وقفت قربها علّ عدواها تنتقل إليّ بمجرد النظر ....... ورحت أخاطبها أتغزّل بها مسمعة كل الحضور
كالسكّر أنت ذاب في فمي محتواها وأشرقت بمذاقها الحلو ملامحي فزاد حلاها مقلتاها كعصفورين أبيضين يغتسلان على شرفة مداها تزورني في خلسة و كأنما خلقت هي لتسافر في عمق الوجع خطاها ما أجملها من ابتسامة كأميرة من تحت عرشها ترتشف الذكريات طيب نداها وأظل انا أقاطع جماهيرها وعشاقها وكلّ من مروّا على حافة رضاها أقاطع دوما أنا طوابيرها الطويلة لأحضى فقط برشّة سرور تغمرني مقلتاها مخادعة جدا هي حدّ الاحتراف كيف لها من طفلة تغرينا بسحر طلسمها بسهولة مقصدها بعمق مهربها بضبابية مرسمها بخيو ط ثوانيها تورّمت قدمايا أميرتي وليست ترضيني الدقائق الخاطفة منك كيف لها بل كيف لي أن أبرأ أنا ان لم تكوني بقربي أياما تضحكينني بلياليها شقيّة أنت مغرورة متعالية جدا حين تزورينني وكأنّك على موعد غرامي جديد لعاشق جديد تكدّسينه في علبتك الوردية متناسية أجسادا بسحرك انتحرت أمانيها تراه كم عدد ضحاياك القتلى في محطّات العطش كم عدد المعلولين بابتساماتهم المنتصبة في انتظار اشراقة منك تحرق كروم الشوق بروابيها كالبرق تلبسين وجوهنا اليابسة كعاصفة خاطفة تنتزعيننا فرحا وتمضين حاملة سرّنا في حقيبتك وكأنما جنيّة أنت في صورة ابتسامة فما دهاها تظل أقلامنا ورواياتنا وحتى عصافير جوعنا وفراشات أحلامنا تطاردك وهما ويقينا ................. مادهاها كل المسافات التي قطعتها في سبيل مدينتك الجديدة فلولاك ما تركت أهلي ما خلعت حزني لولاك انت ما وصلت هاهنا باحثة عنك فاغمريني ساحرتي بمزيد من سحر الامل وجرعات الحلم فقد اكتفيت من الترحال اكتفيت وقد ثملت من البحث عنك ثملت وقد سكبت ما في جعبتي من قوة وانثنيت فزوريني أقبلي علي كلّ صباح كعصفورة تهزّين عرشي الجديد أراك تتقمّسين كل أدوار الدنيا فامنحيني طمئنينة الحلم وأشربيني كؤوس النور الذي تحملين فقد قطعت ما يكفي في سبيلك من جهد ويقين ......

 خديجة ادريس + مريم فتح الله 

أبجدية الخوف


ألف باء تاء ... واضحة جدا أبجدية الخوف عندك والضاء والظاد والطاء ورطة رائعة تشدّني هاؤها نحو الهروب منك ونحوك وحولك فكاف الكلم المسجون مستعدّة للتجنيد بأسلحة مدجّجة بالنقاط والفواصل والاستفهامات ومطاّت للطوارئ كمحطات لاستراحتي منك حين أنهي كتابتك فجيم الوجع ولام الامبالاة تستفزّ غاء الغيرة عندي ونون الوسط جنون مستديم مطبوع الجبهة كقامة سنبلة مشاكسة خربشت صفاء السين المستبدّة في حبك كقطعة سرور مشدودة نحو بساتينك وبدايتها نار للحرف احترقت قافها فافترقت نقطتاها الملتصقتين المتشاجرتين على قلبك المنشود فصارت فاء للتأفّف المنبوذ في حرب لا تخطيط فيها سوى للفوضى وعين جوعها مدافع للشوق تدفّقت أسماء لمبتدئ الحب ولخبره المستتر تقديره أنا وفقط وهاؤك العرجاء المتّكئة على واو الذكورة في تقدير ضميرك الغائب دائما عن الاعراب .وتظلّ شين الشوق وعين الميم وسطوة التأنيت تغزو شعور شعرك من كاف هزيمته الأخيرة تكبر في غينك غربة ملعونة هتكت أنس الحرف في سكينته كببغاء مجنونة تردّد أحرفا تسطّرها يد خفيّة تكلّمني من خلف الضمير الحاضر وهي من عمق قفصها قد لقّنتك أبجدية أحرفها المتسرّبة كصنبور للتساؤلات عن نهاية لكارثة حبرية قد تغرق من وراء رائها رواية من حاء الحب سطّرت نهايتها ومن جيم الجرح انتفضت و انطفأت بين ذال الذلّ ودال الدين المقيت لكسر زجاجة من زينتها المتباهية تنام تحتها أتربة من عظام زيفك الباهت الباحث عن نصرة من أحرف صحرائي الهالكة ومن أنصاف الكلمات المدرجة ضمن قائمة الممنوعين من السفر خارج أطر البياض ألف باء تاء تلك أحرف لجواز المنفى الموثّق للنسيان في بلدية الذاكرة الممسوحة التابعة لمدينة الخارجين عن قانون الموت الواحد للحرف الواحد .........للقضية الواحدة .    
                                                              خديجة ادريس

جريمة ... من ورق


للخسارة طعم جميل في حياتنا ان لم تقتل فيك حرارة المحاولة من جديد ولربما تقوّي فيك عزيمة فاشلة استجمعت قواها حين أدركت أن لا شيئ مستحيل ممتنع بل كل شيئ يسهل ادراكه ان سهلت في أعيننا الحالمة امتطاءه تراه الحب أيضا لاشيئ مستحيل فيه فلا أخالني أستطيع أن أحوّل جميع خساراته الى انتصارات في فترة قصيرة تسارعت فيها الخيبات وتراكمت حتى انفجرت من بين أصابعي كل أسراره فصرت أبوح دون وعي عن مكنونات منسية غمرتها الدموع بالنسيان والطيّ المستمر تحت أدراج ليست للنشر فمذنبة هي جميع الكتب العاطفية ومذنبون هم كل الشعراء الميتين على يدي محابرها وبريئة هي وحدها كل الجرارالفارغة من أحلامها فالحب في اعتقادي أو هكذا يخيّل إلي أسطورة جميلة لكن ميّتة ومسلوبة من جميع طقوسها وتعاويذها فلم اذن توهمنا الأصابع الفلسفية والشعرية وحتى المجنونة بصلاحيتها أليس الحديث عن الحب جريمة قيد التفيذ تحاسب عليها قبل أن ترتكبها ولربما تسجنك كل قوانين الدنيا فقط لأنك فكّرت في ارتكابها صرت أخاف أن أفكّر في الحب وانا في طريقي الى المكتبة المجاورة لخيباتي وكل اشارات الطرق الملتوية هنا وهناك تحذّرني من عقبى القراءة فلربما صارت القراءة عن الحب أيضا جريمة مبتكرة لتستعرض العقول المنفوخة عضلاتها وفكرها المحدود المتوقف تماما عن التفكير وأمضي رغم أنفها شبه مستسلمة تعيقني خطواتي وتستفزّني كل أفكاري والكتب الممنوعة بين يدي غير آبهة بمصيري ان أنا فضحتني حمى المعرفة وأي معرفة ستفيدني بعد الفشل في كل شيئ تراك كنت جريمتي الأولى التي ارتكبتها وأنا أقرأ وقتلتك بأصابعي وشيّعتك مبتسمة وكأني ما عدت أميّز بين الحياة والموت تراها خساراتي سيكون لها طعما حتى بدون حرارة ابتلعني الحزن لحظة فقدت الاحساس بالورق ورميت بكل الكتب الكاذبة ولعنت لسانها المعسول واتكأت على جدران مكتبتي وحاورت بحرقة جهلها وفقرها وحاجتها الملحّة للتغيير فلربما ما اكتمل نصاب معرفتي وإني لأخالني أزداد جهلا كلما عانقت حرفا موزون فبأي لغة ستكتب أصابعي القاتلة حين أدركت أن الكتابة عن الحب اعتراف خطيّ بجريمة ارتكبتها في حقك وفي حق كل الكتب التي لم أعرف كيف أحاورها لأجل حبك ....فكل ما قرأته ما وجدته قط في حياتي ما وجدت نصرا لحبيبين أكلهما المجتمع بنظراته ولا تقبّلت موت أحدهما تضحية للآخر ولا استوعبت كيف ينتصر حبّهما دون صراع وعقدة ولا حتى النهايات تشبهني في قصّتي المعلولة الباحثة عن نهاية جميلة برجل واحدة تراها القراءات تختلف ليختلف المصير أم أن المصير هو من يقودنا في النهاية لقراءة ما يناسب عباءة سطوته فأي دور سيليق بي بعد أن قتلت جهلا من أحب تراني سأقبل بدور ضحية قراءة عن سبق الاسرار والترصد في جريمة متّهمها الأول قارورة مداد مجنونة مرفوع عنها القلم .
                                       خديجة ادريس

رجل ... من حفر




أليس كأسك الثمل مثيرا للشفقة تمشي متمايلا به كشجرة اشتثّتها السماء من أخمص قدميها فلطالما كنت تهوى العيش بين حفر من كذب ولكم هي مليئة ذاكرتك بالحفر تراودني في تعثّراتك العشقية أسئلة من ماء ووحدها كراساتك القديمة تحدّثني عنك وعن معاطف الشتاء التي كنت تلبسها للقائي في يوم معزول دون شمس مستعدا كنت دائما للفّ ابتسامتي بمنديل تخرجه من جيبك عنوة وكأنما مناديلك الورقية كلها قد وزّعتها على دموع كل النساء ألست اليوم تبدو منحني القامة كنخلة استنزفت الأيادي كل ثمارها فانحنت مستسلمة لآخر يد تقطف ثمرها المذموم مخمورا كنت دائما في محبّتي لا تغادرك كؤوس اللعب والعبث قد تركت لي يوم التقينا وعودا على كرسي طالما انتظرتك فيه كنت تأتي دائما متأخرا وكأنك رجل أعمال لاتخلو مفكرته اليومية من صفقات عشق جديدة ولا حتى من اجتماعات تعقدها في طريقك آتيا اليا وقحا في حبك المسكون بجنيّة ممسوسة تحرّكك كيفما شاءت بخيطانها المنسوجة حول عنقك وأبخرة من الأكاذيب المحترفة تنفخها في وجه قسوتك كي يظل قناعك الجميل في كامل أناقته فمن الرجولة المنفوخة هباء أن تتسلّى بوعود لا تستطيع مشاعرك المعلّبة الوفاء بها فبأي صابونة تعوّدت على غسل وجهك البغيض فرائحته المعفّنة بالنفاق قد خنقتني وأسكنتني في حفرة مظلمة وكانما بدت لي كغرفة نومك التي كنت تحدّثني عنها يتوسّطها الفراغ ويزيّنها الظلام خالية هي من إنارة ترشدني الى مكانك المنزوع الجذور وكأنما مستعد انت دائما للسفر بين محطات مجهولة لا قطار فيها غير أفكاري التي تلاحقك أينما ذهبت فملعونة هي إذن كلّ مشاعري التي كبرت فيك وبك ومعك ملعونة حتى الموت أوردتي المتعلّقة بمعطفك الشتوي كنت هاهنا تمدّ لي جميع أنفاسك دون خوف كي أتسلّق بها كفقاعة ناعمة الملمس عنان الأشياء من حولي كنت أرى فيك نفسي أرى الشمس بوضوح معك غير أن الشمس ماعادت نفسها تلك التي كنا نراها معا ماعادت تسلّيني أنفاسك العليلة ماعادت غربتك تستفزّ أشواقي إليك ماعاد حضورك يحدث فارقا طالما صرت السيف الذي يشقّ صدري المتعب من كثرة الانتظار فأي الرجال أنت .... إن لم تكن وليد الحفر.
                                                              خديجة ادريس

حرف .... مجروح





يسرّني جدا العبث بأصابعك المشبّعة بالبارود فرصاصة الحرف المجروح بشوقه تشقّ لي نحوك ألف طريق مسدود ولكم أرهقتني محابرك الغرقى  بالنعاس الموؤود فمشدودة أنا بشدّة لخنق عصفورتك الصغيرة المزروعة بين كتفيك كيف لها من شيطانة  تجيد الرقص على وقع هزائمي  مضرّة هي حدّ الألم تنفخ من تحت أصابعك شرورها وتزيد وتشعل فتيلا لدمى كنت تراقصها يوما بين أوراقك بلا مواعيد فمسلوبة هي الأحلام  مالم تكن مختومة بمداد حبرك المسلّي تراه كيف سيكون كلّ الحب مالم أضيّع فيك ثمرات عشقي كلّها وتصدّقت بها عند قارعة من جليد أيّها المعتوه الوسيم ما عادت تقنعني حروفك المكفّنة بالوريد  ولا صوتك المتقطّع كسرب حمام في مخيّلتي صار يضيع  بين أرجاء كفني المنسوج برائحة الموت الشهيّ جدا في انتظار فاكهتك التي لم تنضج بعد خريفي الملمس صرت كعود ثقاب مبلول كسيجارة تدخّن الهواء وتسحبه في لهفة لاقتناص نشوة الشهيق الاخير أي ماء ملعون  ستكتب به ما لم يكن مصنوعا من دموعي وأي شرف محمود ستناله شياطينك الشعرية مالم تكن من وحي سحري فسحقا لها من سلّة مهملات وفيّة ظلّت تذكّرني بك ترتّب حذاءك المنهك وقميصك المعتّق بالهروب ونظاراتك الشمسية الجائعة وتنفض الغبار عن وجهها فسحقا لها من ذاكرة وفيّة تنتظر صاحبها محمّلا بالوعود مبلّلا بالذنوب فكلّ اللقاءات من بعدك باردة شاحبة وكل الحروف من بعدك مكفّنة ميّتة وكلّ الأخبار من بعدك ستكون هيّنة مضحكة مسلّية فليس بعد صدمتي بك مرض جديد ولا دواء بعدك سيفيذ يسلّيني  جدا قتل شيطانتك الفاتنة ولن تقنعني بمزيد من البكاء على حائط مهدوم تسلّقت أحلامنا عليه وتشبثت ببريق النجوم سأرفض أبدا انتعال اليأس فماكان حذائي يوما ولا سيكون وإن كان في بعض قسوتك دم فليعترف بما أحدثته فناجينه الورقية يوما من زوبعة مغرورة حرّكت دونما إرادة  سكّري و وزلزلت مائدتي المعلولة بالأنين سيسرّني جدا موتك عندي ولو بألف ألف غريق في بحر الحماقة الممزوجة بحرقة الوداع.       خديجة ادريس

بالأمس فقط

بالامس فقط سقطت قناديل الفرح ، وأشهرت على شفتيى لعنتها بالأمس . فقط أدركت أني مجرد صورة تغرق بين ثنايا أصابعك الحبرية على شفا حفرها ،على نار قسوتها انشقّت دمعة تحرق .بالامس فقط أدركت أني مجرد مرفئ تصب فيه أوجاعي ، وحروفك الداميات على حواف مرافئي تورق . رجوعي البارد جمّد أعشاش الفرح وأسكنني دورا من ورق .شبح أنا في صورة روح تزهق ، وعلى أطراف أصابعي تسكني أشواك من عبق .   خديجة ادريس

مجرد ... رقم




تكسّرت زجاجة الفرح بداخلي وأدماني انتحارها المؤلم وبين حوافها الحادة تختزلني مسافات لحياة لم تبدأ بعد ولكنها انتهت بين قطعها المنثورة وأظل انا أقلّب بين جراحي القديمة عنك بينما أنت تظل ترقص مبتسما منتصرا فوق شتاتي وحطام غيري كيف لك أن تجيد الرقص على قطع الزجاج دون دماء ودون ألم أيها المحترف المكابر سحابتك الورقية وزورقك المبني من دموعي وشراعك المنتصب في مهب جوعي ستحنيه ذكرياتي المبللة بالندم وأصابعك تلك الحكاية العجيبة في وصف انهزامي وانتصارك كيف لها ان تكون دون نهاية تراه بعض حبك لي جعلك تطوي نهايتنا دون رقص أخير و دون دمعة أخيرة تسدلها أصابعي المعلقة في سماء قلبك المبني من تراب ومن ثلج و من مطر فأي رقم أحمله في جبيني بين أرقامك وحساباتك لضحياك فمقتولة هي المشاعر حين تصبح رقما عددا يركض خلف الزمن ليختزل حياة لامرأة ولدت لتصبح رقما في كتاب حرفا من عتاب قصيدة من سراب تراه السراب تصبح له روحا دون رقم تطبعه أصابع مجهولة على فتاته المتسلل بين نسمات الزمن وريح الربيع فأي رقم تراني قد حملته وأنا معك أي رتبة شرفية حصّلتها بوجودي قربك تراني كنت رقما مستعصيا مشاغبا مرميا بين أرصفة الشرف أم اني مجرد رقم سهل القيادة في مادة الرياضيات فالحب أصبح علما تقسم على اثنين لينقص واحد ومن بعدها تزيد الأرقام دون شعور ودون محبة ودون حب فأي صبورة لطفل كنتها معلقة بين حواف تفكيه يكتب ويرسم ويكسر كيفما شاء دون أن أحدث صوتا أو أنينا تراها كل الأرقام مثلي تتهاوى على نافذة قلبك المغلق لتسقط دون ارادة في سلة المهملات المصنوعة خصيصا لأرقام ليس لها وجود بين خيطان وعيدان وحطام حياتك ربما سأظل رقما مرّ بأفراحه وآلامه ودموعه وفشله وانتصاره على حواف تفكيرك المحدود لكن تذكر أنك مجرد آلة حاسبة لا شعور لها لأرقام تصنع فارقا بينما تظل انت لا تصنع شيئا سوى الهواء
               خديجة ادريس 

الاثنين، 22 أغسطس 2011

أصابع ... بلا قلب


أكلم الأشياء من حولي بأجفان مزقتها ريشة فنان مبتدىء وأرسل طرفي بعيدا حيث تلهو السحب بالماء كما تلهو بنا أصابع النسيان المليئة بالجوع والخيانة وتنكر الماضي المصبوغ بجرح امرأةأكلها الصمت فاهترأت وتلاشت كدخان تعبق منه رائحة الموت هكدا هي الحياة حين يصيبها الجنون تقتلنا بقصد أن تحيينا لنظل خلفها أحياء معلقين بأطراف أصابعها تحركنا كلما شعرت بالملل وتهزنا كلما أصابتها حمى الضحك فيتحرك كل جزء فينا دون إرادة منا فنصبح تحت أصابعها دوما قطع قماش أو مجرد أجساد سلبت منها مفاتيح الأمل فنامت وهي لا تزال قائمة على أطراف أصابعها تصارع خيوطا من وهم ظلت تطاردها وأنا البعيدة القريبة معلقة مثلها فوق غصن مهجور ظل ينتظر فصل الربيع لتهب عليه تسائم وريح عادلة تحركه كي يشعر بالحياة أو تمزق بأظافرها ذاك الغصن اللعين لتسقطني من أعلى غرفة في أحلامي وتعيدني إلى الواقع الذي ظل غائبا عني فهل فعلا سقطت أم أني لا أزال معلقة منتظرة مرتقبة لتلك النسائم التي لم تأت أبدا. خديجة ادريس

أسى .... أو لا أحد



انا الأسى فلا تنسى
دعني أعلمك كيف تتوه
بلا عقل في ماء عينيا
بين أصابع الشوك
في العتمة
بين ثنايا مقلتيا
علك تقلع سيدي عن البحث
عن سراب شكلته الدموع
لوحة حزينة
بين راحتيا
دعني سيدي أعلمك
كيف تعلقني في سماء الحزن
وتمنحني راحة البكاء
فاحضن دموعي
كي لا تبقى سيدي
أسيرا لديا
فلم أرى في حياتي
رجلا تستهويه 
امرأة مبللة بالدموع
دعني أعلمك فقط

كيف تكون النهاية
بين راحتيا

                                             خديجة ادريس

الكلمات ... وأنا


كل الكلمات بصمتها المعهود 
قد انتهت
ولم ينتهي هذا العذاب بعد
وكل الأوراق التي تسكنني بعطرها
الحبري قد تبللت
ولا تزال هذه الاجفان المنسية
عطشى تبحث بين ظفائري
عن قصة طفل
عن حب لا يزال مختبئا
أنفاسه الندية 
قد تكشفت
فهذا البعد المجنون
عليا أرخى سدوله
وملامحه الباردة
على شوقي تهكمت
سأقتلها هذه الكلمات
وبلا حس
سأرمي كل هذه الدفاتر
الغبية 
المرمية 
المنسية
علي أصير بغير قلب
أحدث به آذانا
على الخيانة تعودت
يروق لي هذا الضياع
المعلق فوق رأسي
كعصفور هارب حركته
نسائم الوداع
فإلى متى تظل ترفضني
هذه الحياة
وهذه الكلمات ......

                              خديجة ادريس

انكسار


لملمت أصابعي الدامعة
على ذكريات ملت
حبري واشواقي
صرت دون قدر
ونحو قدرك سيدي
أشعلت احتراقي
لم ادري كيف يكون الشوق قبلا
ولاعهدت للصمت اختراق
عمياء الحروف نحوك
أمشي
وخطايا المجروحة 
قد اعلنت حربها
على الشوك المنثور
وعلى قدري 
قد اعلنت انتحاري
لملمت لأجلك سيدي
كل دموعي
وثنيتها
خبئتها
كي ارى فقط 
كيف يكون 
على يديك
انكساري

عندما .... تغنّي الزهور



وضعت أصابعي على دفاتري القديمة وشممت عطرها القديم فاسترسلت الأحداث في ذاكرتي واستفزتني للرحيل بين محطاتها وأمطارها الموسمية كضحكة هستيرية سقطت في فنجان الخريف استيقظت فجأة على خطا أوراق الزهور التي تناثرت حولي كما تتناثر النجوم حول القمر المائل للسقوط فتحت عيني المبللتين بذكرياتي المعلقة فوق رأسي كتاج محلى بالسكر فرحت أتفقده وأروي له قصص عشقي المنسية فترد الزهور مبتسمة وعلى نغمات النسيم تطارد ما تبقى لي من صفحات ظلت يدايا تتفقدان كل جزء فيها تراها الزهور أدركت اني على موعد مع ذكرياتي واحتارت كيف للذكريات أن تضرب لي مواعيدها كل يوم وتوقفني كل يوم على عتبة حزني تحاورني تداعب وفائي لها وكل يوم تزيد لي وساما فترقى الزمردة الى لؤلؤة الى ياقوتة حب منسي مرصع بأجمل ذكرى وأتعس ذكرى مرت على شرفات أجفاني تراها الزهور ستفضح قصة عشقي لخريف مدلل ظل يتبعني ....تراها ستنشد لي اغنية جديدة لحب لم يأت بعد تراها ستكبلني بعطرها وتتقاذفني أوراقها نحو تلة لم تخلق بعد سأجلس فوقها وأداعب عشبها وأكلم عصافيرها وأنحت على صخرها اسما جديدا لامرأة تسكنني ستولد قريبا بين تلال الذكريات وتخز كل أوجاعي وتطردها عني بل تحاورها تحاصرها بخصلات شعرها المائل نحو البحر تراها ستفضحني الزهور وتلعن دموعي التي ضيعتني تراها ستكتبني نحلة وفية لبساتين الزهر فهل ستزهر عاما جديدا لخريف مرصع بالزهور وأنا وحدي العالمة أنها تنتحر فيه فكيف لي أن أظل على وفائي لخريف يسكنني ظل ينازع كل نفس لآخر زهرة تورق بداخلي ..................خديجة ادريس

شوكة ... الحب

انكسرت شوكة شوقي اليه وذبلت في عيني حماسة الفرح وظلت فراشة أفكاره تلاحقني تشتت أوراقي الملونة بالنسيان تحط تارة على حافة تفكيري وتارة أخرى تظل ترفرف على حواف قلبي المنهك المستسلم لعتمة الأيام كمظلة مبللة بمطر ربيعي وسمائي تلك الغيمة السوداء التي تلاحقني تجثم على أصابعي وتحثني على البكاء تراها دموعي صار لها لونا بعدما هجرت كل طيور الحب مملكة صمتي علمتني كيف أصمت في حضرة حزني وفي حضرتك صرت أتعلم كيف أصرخ بلا صوت باحثة أنا فيك عن عن لغتي الجديدةالتي ضيعتها نسائم حبك المنسي بل أيها الغارق في أعماق كتبي انتفض واخرج لي من بين الأحرف وكلمني وعلمني كيف أنساك اسقيني من بحر القسوة واغرف لي كأسا علّي أجد من دونك طريقي
تعبت سيدي من البحث عنك ولم تعد لي حماسة لأنفض الغبار عن أوردتي الجاثمة تحت سطوة كبريائي تراك تدري أني لم أعد أبكي لم أعد أحمل معي مناديل لأخفي جريمة سكري حين أتذكرك وأغلق جميع الأبواب في وجه دمى كانت تراقصني يوما تحت سماء الحلم
لم أعد أستطيع أن أخيط لك ثوبا جديدا بأحرفي المبللة بالدموع لم أعد أستطيع أن أغرس لك شوقا فكل ما بداخلي قد صار ميتا ضيقا لا يتسع سوى لدموع تكابر في ذكراك دهاليز الزمن ..... وهكذا تمضي انت من دوني تتركني وحيدة ولا رفيق لي سوى الدمع تتركني لأحترف من بعدك لغة جديدة لا كلام فيها سوى الحزن صرت أكرهك بقدر ما أحببتك بل رسمت لك تماثيل بدموعي علي أنساك كلما حطمتها في اليوم رتين غير ان ذكراك اللعينة لا تزال تتبعني تصحبني حيث أذهب تعذبني وانت غائب تمازح في صمت خصلات ذاكرتي تشتتني تبعثرني كبحر منسي قبّلته الظلمة فصار وحيدا دون أمل فكيف لي أن أظل غبية أطارد صورتك أي صمت يجرني نحو متاهة ليس لها شمس فأظل انا أجرّ خلفي أذيالا للخيبة وتظل انت تبتسم وتمضي الى قمم كبريائك تحاورها كيف لي بل كيف لك أن ترميني كشوكة مهملة تدوسها بلا رفق قلوب لم تخلق بعد لتحب
منذ أن أحببتك صرت رفيقة لدموعي بمجرد ذكرك تنساب أشواقي كسرب حمام فقد طريقه في السماء وأنا أه مني انا أظل أراقبه من فوق صخرة غبائي علي أهتدي به نحو سبيلي أه منك يا سبيلي يا غرقا بلا ماء يا اختناقا بلا هواء يا بكاء بلا دموع يا حسرة بلا الم يا ألما بلا ألم
سأقتلك بأي طريقة المه أن تغادر عصافيري أعشاش النسيان فأنا قد أكون في كل حرف من قلبي أحييك أبعث في ظلك نفسا جديدا روحا بلا رائحة قد أكون أكتب لأنسى أو لربما لأقتلك كل يوم أيها المهجور أيها التعيس أيها الظل الممدود أيها الطائر المائل فوق شجرة الماضي أيها الخنجر الباعث للألم عد لم اعد أستطيع أن أتحمل لم أعد كما كنت أضحك كلما رأيتك صرت دونك جسدا لروح غيبتها الأحزان تراني سأظل أسبح هكذا في ماء من الحسرة وانت هناك حيث تسكن بين محطات الزمن تغادرك الأيام تغرقك الأحلام وأنا الوحيدة المقتولة بسكاكين ذكرى اسمها الحب فأي امرأة تملك قلبا بنصف عقل يظل بينهما صوتي يطاردك وتطاردني أنا أشباح الألم لماذا أنا بالذات تقهرني سويعات ليست للحياة لماذا لا تسيل بين اصابعي براعم الامل وتتذفق نعمة الفرح وتسجد كل الابتسامات تعرف أني قد متّ ولم أعد أعرف كيف أتنفس من جديد تراه أخذ الهواء كله معه حين غادر فصرت أشعر بالاختناق دونه أيها القاسي أيها المبتسم المخادع في وجهي كيف استطعت أن تحفر بين كتفيك وجهين لقلبين لعقل واحد كيف استطعت أن  تغرس خلف ابتسامتي  شوكة لا تموت من بعدك تراها الطيور تعرف أي الرجال انت أي أصابع تملك قد علمتني كيف أسهر وتنام أنت كما تنام كل العيون من حولي لم تعلمني كيف أخاطب قمرك المعلق في سماء بيتنا لم تعلمني كيف أحضن جدران غرفتي الباردة لم تعلمني سيدي كيف انام حين لا تكون موجودا لم تعلمني كيف أقهر صراخ عقارب ساعتنا وأرجعها الى الوراء بل أختزل دقائقها وأعجن ساعاتها ليرجع اللقاء الذي لن يأتي أبدا فعذاب ان تحبوعذاب أكبر ألا تحب ويظل النسيان بينهما الأصعب والأمرّ والمدمّر لقلوب ذنبها الوحيد أنها نبضت في غير وقتها وارتعشت في غير زمانها واختارت كما يختار الطفل الصغير دميته الهشّة المصنوعة من الصوف المزيّف فهل سيظل ذلك الطفل يبكي دميته المخدوعة الى الأبد كما أظل أنا أتذكرك كل العمر ..........خديجة ادريس

شموع ... لن تنطفئ




سأسكت بداخلي أصوات الخيانه

وأرشق صمتي بأحرف جبانه
وأعلن على الورود حربا
دون إدانة
كي تكف عن بث عطرها
للخائنين وتخز بشوكها 
أعينا ملئت إهانة
منذ زمن بين أحضان الأسى
نمت ونامت
كل الأقلام والأحلام بداخلي
غير أني مازلت بالحياة أتعلق
أتغزل بجمالها بقربها ببعدها
فأين أنتم ؟
يا من زرعتم سكينا بين دموعي 
وأطفأتم بحقدكم ماتبقى مني.
من شموع   
                            خديجة ادريس

الزنبقة ... المتمردة





يا وردة بشوكها المنتصب
أشرقت
وبظلها النحيل سكبت على مقلتي
كل أشواقها
ثم تذللت
سألتها مرغما وتحت قدميها
كل العيون تذفقت
يا زنبقة الروح
يا من طولك تجاوز محنتي
يا من اوجعت بوخزك
كل اصابعي
وكلما اقتربت منك
يزداد وجعي
ويزداد ألمي
ولوعتي
فتخزين بلا رحمة
جلدة الأمل بداخلي
وتتركينني معلقا
ما بينك وبيني
طريق موحش
تستيقض على إثره
أحلامي النائمة
الهائمة
كسرب حمام
وتظلين أنت كدمية
تسكنني
يظل عطرها المليئ بدمي
يشل تفكيري
فكيف بعد هذا العذاب
لا تجرؤ أصابعي المجروحة
على انتزاعك
وتمزيقك
وضمك
كيف لي أن أظل أسيرا
معذبا
تتقاذفني لأجلك
رياح البعد
والشوق إليك
ستظلين لعنتي
التي تلاحقني
وسأظل اناالهارب 
الباحث عنك
إلى الأبد ...
             خديجة ادريس

تراك .... تدري ؟





قتلني هذا الرجوع إليك
وهذي الابتسامات
المارة على حواف تفكيري
قد رجعت أبحث بين دفاتري
وأقلامي الطفولية
بين جدران اقتحاماتك
لم أجد سوى س ع د
تراها مفاتيح السعادة
أم حفرة أخرى من حفر
ضياعي
كنت بالأمس قد استسلمت لدموعي
استسلمت لأجفان مخفية
حركتها أوراق خريف مبلل
بالشوق والانتظار
تراك تدري أني
مصنوعة من فشلي
وهزائمي بين أوراقي
تحدثك
عن سر انحنائي
تراك تدري أني 
مجرد ... جنون يبعد عن العقل
خطوتين
وأن قلبي منزوع النوى
وأصابعي المستلقاة كنسيم
ضيعته حبيبات المطر
تراك تدري أن حبري دمعي
فمتى كان الدمع يستهوي أحداا
غيري أم تراك تسير أعمى
خلف ضياعي
ستقودك خطواتك الفضولية
وأحرفك الباحثة عن المتاعب
نحو متاهة تجرّ متاهة ... 

          خديجة ادريس