يتابع في رأسها الجنون حديثه ، وتنسدل على خصلات شعرها الأيّام الهرمة وفي ملامحها المحفورة من الدّاخل تتراكم الذكريات والاشياء المنسيّة في آن ، وكأنّها تربت على كتف القدر وتستجدي ذاكرتها مزيدا من الضياع ، مزيدا من ثقل الأشياء على صدر معطّر بالفقد . تسابقها الخطوات المثقلة لحاجة إلى سند تودعه أمنياتها المثقوبة ..
هي ما عرفت يوما كيف تشتاق إلى ذاتها ، لا تحاول أن تواجه صورتها في حيطان الشوارع التي وجدت فيها كبد الرّحمة وعينا تدمع معها ، تساعدها على كره الأشياء التي تسكنها وترفض ان تخرج منها وتنبش وجهها علّها تنتقم لنفسها من نفسها.
لم يعد ثمّة أمان ، ولا حتّى قليل من الرأفة . لم تعد هناك ساق لتاخذها إلى الجليد ، ولا حمامة ترفرف مزهوة بأنوثتها ، ولا حاجة صارت تراود قلبها غير الحاجة ... ماكثة في نفسها لتطرد حشرات فضولية ، وأخرى تشرّح جثّتها المرمية في غرفة اللاوعي والغياب لتؤلّف حكايتها عن جهل وترتّب احداثا تورّطها اكثر بالخطيئة والذّنب.
ألسنا الخطيئة الحقيقية حين نمرّ بموتها في شارع يعجّ بالأحياء ولا أحد يقف ، و لا أحد يحاول أن يتوجّع بها أو يتعلّم حتّى كيف تحسّ الأشياء أو يستفسر عن الوحش الذي اغتال نسيانها ....
حدّ القلق وحدّ البكاء وحدّ الذّنب صرت أعاقب نفسي لأني أمام ضعفها جبنت لم أحاول احتضان غيبوبتها في منتصف المدينة الباردة التي تقتل أبناءها في صمت ، وتطحن عظام الغرباء الذين استنجدوا بأرصفتها العارية وحيطانها المليئة بالقتل
أبدا لن أسامح الوحش الذي يسكنني ولا المجرم الذي أعنته في قتلها قبل أن أعرفها.
ممدّدة شبه مستيقظة كدمية لا تصلح لشيء ، تؤنسها بعض الآنيات المحطّمة الفارغة وتحيط بخصرها القمامة ، ولا تسمع صوبها غير صوت الذباب الذي يحوم حول وجهها وكانّه يطمئنّ على قلبها ويجسّ نبض أنفاسها البطيئة وهي مستلقية وكأنها لا تريد أن تذوب دفعة واحدة لتقتات على بعض ما يلقيه الضّوء في فمها ، وما تحمله أصوات الاطفال من ضحكات توحي بأنّها لاتزال بين الأرض والنّار.
لا تزال تدخل من باب العمر كمعجزة تناطح الموت لتخبره أنّها سعيدة جدا برفقته أكثر من الحبّ والحياة .
لم يعد ثمّة أمان ، ولا حتّى قليل من الرأفة . لم تعد هناك ساق لتاخذها إلى الجليد ، ولا حمامة ترفرف مزهوة بأنوثتها ، ولا حاجة صارت تراود قلبها غير الحاجة ... ماكثة في نفسها لتطرد حشرات فضولية ، وأخرى تشرّح جثّتها المرمية في غرفة اللاوعي والغياب لتؤلّف حكايتها عن جهل وترتّب احداثا تورّطها اكثر بالخطيئة والذّنب.
ألسنا الخطيئة الحقيقية حين نمرّ بموتها في شارع يعجّ بالأحياء ولا أحد يقف ، و لا أحد يحاول أن يتوجّع بها أو يتعلّم حتّى كيف تحسّ الأشياء أو يستفسر عن الوحش الذي اغتال نسيانها ....
حدّ القلق وحدّ البكاء وحدّ الذّنب صرت أعاقب نفسي لأني أمام ضعفها جبنت لم أحاول احتضان غيبوبتها في منتصف المدينة الباردة التي تقتل أبناءها في صمت ، وتطحن عظام الغرباء الذين استنجدوا بأرصفتها العارية وحيطانها المليئة بالقتل
أبدا لن أسامح الوحش الذي يسكنني ولا المجرم الذي أعنته في قتلها قبل أن أعرفها.
ممدّدة شبه مستيقظة كدمية لا تصلح لشيء ، تؤنسها بعض الآنيات المحطّمة الفارغة وتحيط بخصرها القمامة ، ولا تسمع صوبها غير صوت الذباب الذي يحوم حول وجهها وكانّه يطمئنّ على قلبها ويجسّ نبض أنفاسها البطيئة وهي مستلقية وكأنها لا تريد أن تذوب دفعة واحدة لتقتات على بعض ما يلقيه الضّوء في فمها ، وما تحمله أصوات الاطفال من ضحكات توحي بأنّها لاتزال بين الأرض والنّار.
لا تزال تدخل من باب العمر كمعجزة تناطح الموت لتخبره أنّها سعيدة جدا برفقته أكثر من الحبّ والحياة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق