صعب أن تبدأ طريقك دون انفجار تحدثه على صفحات روحك اليومية .. وتفني عمرك وما تبقّى من دقائق اهتماماتك لتصل إليه . وتبقى أجمل الأشياء التي تحدث ، ما يمضي فينا ولا يمضي عنّا، ما يستقرّ في قاع وعينا ولا يطفو بنا ، ما يدثّر برد لهفتنا وصقيعنا . ما يتجمّد في ذواتنا وما يذيبنا . صعب أن يأكلنا حزن ما في ركن مجهول لا يعلم بوجوده أحد . بعيدا عن ضجيج الحياة والبقاء ، وعلى ضفاف أعماقنا ننجب الحبّ ونربّيه ، نطعمه أعضاءنا وكلّ ما نملك . صعب أن تبدأ خطوتك الأولى بانفجار كهذا وأنت ترقب ما خلّفته وراءك بابتسامة مثخنة بالدّموع ، يا مدفئة الوحدة ابقي باردة ولا تلفحي جلدي المتعثّر بالشظايا والألوان فمذ قرّرت أن أنفجر به انفجرت قبل قراري وأسكنته نتوءات ضعفي . يا أنت يا من حضورك أثمن من الذّهب هبني ضمّتك وسكونك وحروف حرّك ، فأنا أريد أن أقتلني فيك ، أريدك انهياري وجميع زلاّت الأنثى الغائبة . كن أوّل انفجار على قيد ناصيتي ودعني أعوم في اليابسة وحدي ، دعني أتشقّق في جذار صمتك المتهالك ، بقربك أضجّ بالفصول ولي تمنّ أن أكون في طالعك نجمة زائدة ، وبكامل إرادتي قد اخترت العين التي تقتلني ، والشّوق الذي لم أعد قادرة على حشوه خارجا وداخل قوّتي . يا من تقيم في الجهة الأخرى من يساري حدّثني كيف يقتل الوجع فريسته في سكّينه ، ويغمسها في مآخذ صمته ثمّ يهدمها على كتفيه كمدينة لا تحتوي على كلمات . فقط نظرات دامعة وتفاصيل تمكث كثيرا بالذّاكرة ولا تنصرف كجرّة ثقيلة لا يهزّها الوداع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق