قد تقلع طائرتك التي أكرهها نحو مدن الاغتراب ، محمّلة بششوقي كعصفور مبللّ أسكنته حمىّ صوتي فراش ... القدر كيف لي بيديّ المجنونتين خنقت فراشة الأمل ... وأكلت تفاحة الملل ... وتركت دمية حبّنا محمومة ، شاحبة اللون . أيها المسافر العابر لخطوط فرحي ، قد امتلئ القلب بك حباّ وموتا حتى الغرق ... كيف لي أبصر دون صوتك ، دون حرفك ، دون يدك ، وقد خطفتك أساور غير أساوري
أنا ... أنا ... المليئة بك تحت قاع الجرح أشرب ناره ، واجلس على جمرة حظيّ ... رويدك .... مهلا ... ورفقا أعد حقائبك .. دعها تنتظر بعدي ، أنا الأولى أنا الأخيرة ، أنا الأولى بك من نفسك المتصاعد ... أنا الأقرب حتى من معطفك الأزرق البارد
معقول ستسافر ... ستترك يدي ... ابتسامتي ، فوحدك من يتحكّم في خاريطة وجهي ... أعد رسمها ، وأنفض عنها غبار الحزن ... وغطّها بستائر الامل ، تشربني وكأنك تشرب كأسا من الثلج ولا تبالي . مسحت دمعتي ، وحاربت شقوتي ، والآن آه ما بعد الآن ......... حروفك أشهى من الهواء ، وحضورك أجمل من السماء ، وملامحك ألذّ من الشتاء .... هجّر عصافير الألم من شفتي ،وأوقف بابتسامتك نزوح الموت من على أصابعي .... ستتركني كعشّ مهجور ألف صاحبه ، غير أني سأنتظرك تحته ... تحت شجرة الذاكرة ستسكن ، ستجلس معي ... تذكّرت قولك " حبيبتي لن أتخلىّ عنك " فصدّقت ، وقلت يا لحظي المستفيق من ظلمته ،قد منحت بركة الحبّ أخيرا ... فأنا على يقين أنك رجل لا تعاد ، وحبّك لا يعاد ، وانا سأظلّ في هواك أتكرّر كشريط متوقف حتىّ ترجع ...... خديجة ادريس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق