جلست على جذع أفكاره ، وراقبت نخلة أشعاره ، وألجمت دوار البحر بين
أوراقه ، جلست مابينه وبين أصابعه . وامسكت يديه حين أوشك على كتابة أول حرف من
عشقه ..... قلت له مبتسمة أي امرأة هي من تسير في روحك سير إوزّة بيضاء تهزّ
بذيلها .... وتداعب مياه البوح في مضاجعه .... أمسكت يديه معلنة عن ميلاد لحظة
أخرى لا تعترف برائحة الحبر ولا بحفيف مرسمه .... أيها الغاضب في وجه أحزاني
دعني .... أجلس ... دعني أخلد ... دعني .....أنصت لصوت تسكن الأشجار في حضرته ...
أيها الجميل في مقتله ...... دعني اتلذّذ بسحر ما نثرت في وجنتي وباقي ملامحه ،
سيدي كم يروقني بين راحتيك القتل في مخدعه
. بقلم خديجة ادريس
الأحد، 22 أبريل 2012
جلوس ... على جذع حلـــــــــــــــــــــــم
الجمعة، 20 أبريل 2012
مدينة ... صمتي
مدينة صمتي وحدها من يتكلّم ، حين تهجرني الحروف . ووحدي من يطارد دخّانها الأصفر الباعث للملل ، ووحدها الأرصفة الممدودة ، والطرقات المشدودة إليّ تسكنني ، تبعثرني بين نقاط تقاطعها ، وتشلّ حركتي عند ضوئها الأخضر ...قد أرهقتني دكاكين الخداع المرصوصة كقالب حلوى ... مصنوع للفرجة .... في واجهة المحلاّت .واظلّ انا واقفة منزوعة الفكر بين حبيبات سكّره الناعم أنتصب كعود شجرة منسيّة ، عند قارعة لطريق مجهول .....أحاور فلسفتها المعلّقة كتعويذة قديمة ، أفشت سرّها ... كعروس ألقت بأساورها تحت ظل عناقيد الفرح ... وهكذا تمضي عرائس القمر رحلتها ... عبر نهرالزّهور .... منتظرة ربيعها الذي سيشرق يوما ... لنشربه سوياّ في مقهى البركة ، ونادل إسمه هشام ...في يوم لن يعاد ..يسمى موعد تحت المطر . خديجة ادريس
رسالة .... إلى مسافر
قد تقلع طائرتك التي أكرهها نحو مدن الاغتراب ، محمّلة بششوقي كعصفور مبللّ أسكنته حمىّ صوتي فراش ... القدر كيف لي بيديّ المجنونتين خنقت فراشة الأمل ... وأكلت تفاحة الملل ... وتركت دمية حبّنا محمومة ، شاحبة اللون . أيها المسافر العابر لخطوط فرحي ، قد امتلئ القلب بك حباّ وموتا حتى الغرق ... كيف لي أبصر دون صوتك ، دون حرفك ، دون يدك ، وقد خطفتك أساور غير أساوري
أنا ... أنا ... المليئة بك تحت قاع الجرح أشرب ناره ، واجلس على جمرة حظيّ ... رويدك .... مهلا ... ورفقا أعد حقائبك .. دعها تنتظر بعدي ، أنا الأولى أنا الأخيرة ، أنا الأولى بك من نفسك المتصاعد ... أنا الأقرب حتى من معطفك الأزرق البارد
معقول ستسافر ... ستترك يدي ... ابتسامتي ، فوحدك من يتحكّم في خاريطة وجهي ... أعد رسمها ، وأنفض عنها غبار الحزن ... وغطّها بستائر الامل ، تشربني وكأنك تشرب كأسا من الثلج ولا تبالي . مسحت دمعتي ، وحاربت شقوتي ، والآن آه ما بعد الآن ......... حروفك أشهى من الهواء ، وحضورك أجمل من السماء ، وملامحك ألذّ من الشتاء .... هجّر عصافير الألم من شفتي ،وأوقف بابتسامتك نزوح الموت من على أصابعي .... ستتركني كعشّ مهجور ألف صاحبه ، غير أني سأنتظرك تحته ... تحت شجرة الذاكرة ستسكن ، ستجلس معي ... تذكّرت قولك " حبيبتي لن أتخلىّ عنك " فصدّقت ، وقلت يا لحظي المستفيق من ظلمته ،قد منحت بركة الحبّ أخيرا ... فأنا على يقين أنك رجل لا تعاد ، وحبّك لا يعاد ، وانا سأظلّ في هواك أتكرّر كشريط متوقف حتىّ ترجع ...... خديجة ادريس
قلم ..... مدفع
استوقفتني سحابتك الورقية ، تنبؤني بزخّاتها الأدبيّة ، يربكني حضورك في بدلته الحبريّة ........ومضيت في هواك كقلم جرأة لأنثر صوتي على مفكّرتك اليوميّة ....استوقفتني حقا رائحة طابور عجيب لنساء سبقنني ... أو أتين بعدي ... ليست مشكلتي ... أنا سأجلس مابينك وبين الحبر ،لأعيش ببقايا سحري . هي في هواك تقول أنت وتردّ بل أنت ، لا بل أنت ...فتقول انت ... لا بل أنا شــــوكة حبر أطلّت من غير عذر ... لتهزّ أوراقك خلف طاولة مكتبك ،مصرّة انا على الغرق في محبرتك كفراشة حائرة ... عليّ أصير بأصابعك الأداة ،وأغرس في قلب قلبك النواة ،ساظل ّ مستعدة دائما لردّ أي اجتياح ، قد تجرّه عن غفلة مني أي أنثى يغريها في هواك الصباح
لا أنت ، لا هي ، لا انتنّ ، ولا هنّ يقدرن على كبت الجماح ...لمدافع قلمي
المصوّبة نحوهن ، ونحو أيّ رائحة لأيّ أنثى مجبولة على الاجتياح ..... فلا
أنا سأكون ولا هنّ إن رضيت في عقيدتك الشّرك المباح . خديجة ادريس
فـــــــــــــــــــــــــراغ
فراغ لا طعم له صار يسكنني .....وكانّي صرت بلا تاريخ عاطفيّ ، ولا مستقبل حرفيّ ، أحيانا أعتقد أن الصدفة تتعمّد فعلا اعتراض طريقي .... فهناك دائما مكان للصدمة في حياتنا ، لكنّ بعض الصّدمات تقتل .... حين تكون من أقرب الناس إليك ، لذلك لا تستغربوا الثّلج المتراكم على صفح أصابعي، لأن صقيعا ما صار يتشكّل على قممي ......فلا توقدوا ما تجمّد ، وما في سمائي قد تلبّد ....لأنّ الصّدمة جليد دائم الحياة بالنسبة لمن أدمنوا هول الصدمات .... خديجة ادريس
الأربعاء، 18 أبريل 2012
جـــــــــــــــــــــــرح ... الرّحيل
حبيبتي جرح الرحيل قد تفتّق ، وغصنه المبلّل بدمي قد أشرق ، ما اعتقدت أني سأفقد صوتي ... فمبحوحة هي كل محابر الورق _ بعدك _ لن يكون لحرفي براعم تورق ، لن تكون لأصابعي زوارق ، لن تكون لي ... أنا ... أنا .... صرت أكره حرفي المعلول ، وصوتي المبلول . صرت أكره ضجيج الطائرات الورقية المسافرة ، في بحر جوعي ... صارت تجول . صرت أصاب بدوار الشّوق كلّما سمعت صرير القلم المقتول ،أقسم بحقّ المنابر ... بحق حبك .... بحق ما كان بيننا من حلم مشلول . لن ألمس ماء البوح ، ولن أشرب سموم النّوح الا على يدي ملامحك وجرحي المعسول . صرت أكره الرّوح التي تسكنني وأسكنها برائحة الموت المقبول... أقسم بحق الأسى .... بحق ما مضى أني الى منفايا سأعود لأشرب قهوتي معك ، على مائدة كفني.... سأغني على ضوء شموع الذبول ... سأروي لك قصتي من جديد ، لنشرب نخب الحلول . إن كنت غائبا أو حاضرا سأظل أسترجع ترانيم الذكرى لأسكر ... وأنهي بداية لأجلك فقط ...فما عدت أقدر على بعدك ، ولا على قسوة هذا الرّحيــــــــل .... خديجة ادريس
صدمة .... غير متوقّعة
صدمة غير متوقّعة ان ترحل وتخلّفني ورائك شمعة
موقّعة باسم مجهول
صدمة أن تمنع عنيّ هواءك المجنون
لم أتوقّع أن الورد في يديك قد تحوّل إلى عصفور
هارب ... باحث عن ملجأ جديد
ينسيه في غفلة روعة الدمعة المرصّعة
مدادي ماعاد لعطره رائحة....
وبعدك كلّ الأوراق سيّدي ......
ستكون باسمك موقّعة .......... خديجة ادريس
السبت، 7 أبريل 2012
عامان .... من الوجع
عامان ارتوت بهما ملامح العطش ،والقحط، وإدبار الرّبيع .هو هكذا وجعي ، معلّق الرّؤى مبتسما كأيقونة نّحيب زيّنتها الأحلام المعلّقة إلى حين ، وهكذا تمضي بي الدقائق العجفاء لترويني بحليبها وتغريني بالمزيد ......وقفت أتأمّل مرآة خوفي ....فاهتزّت بنحيبها ملامحي وكأنّما تنذرني بضرورة حلب البريق .... علّ الأيقونة من أعلى كعبها تزوّدني بالجديد .عامان من القتل بلا خنجر ،ولا سكين، ولا حرف ، ولا قشّة تؤنس بها الغريق ...عامان وانا لازلت ها هنا أشهر في وجه وجهي صوتا يجهلني .....وتجهله باحة الطّريق .... خديجة ادريس
شوق ............ ما
شوق مــــــــــــــــــــــــــــــا
يشدّني بلهفة نحـــــــــــــــــــــــو معالم الشّوك ، تغريني بساتينها
العابسة لولوج دربها بحثا عن حجر أضعه مكان قلب مجروح أرهقه النّزف،
وعلى أوتار سنابله قد أوقف العزف .......و استعادت بداخلي عافية الحرف ،
وانتفضت من بين رفوفها شهقة الوجع ...تسمعها فقط أذن مرآة وقفت ما بيني
وبين ذاكرتي ، مشدودة أنا بشدّة لشرب نخب المنافي . وأشارك رغيف جوعها مع
وسادتي ....آه من وسادتي ما أتعسها وأقساها حين تصرخ متذمّرة من ثقل
تأوّهاتي ....أتقلّب بها ،أتدحرج نحوها ،أبعثر ملامحها كقطعة قماش .....
كي يمضي اللّيل الطويل سريعا ......لأطويها حين فقط أدرك أشعّة الصباح
....ويعلن الديك فجره بالصياح .... خديجة ادريس
الجمعة، 6 أبريل 2012
سقط... الحلّ
يعجز الجرح أحيانا عن وصفنا ، كما
نعجز نحن أيضا عن وصفه دائما ....وقد يمتزج بعبير بوحنا المسفر في عمقه .....هكذا
ربما تكون قمّة الألـــــــــــــــــــــــــــــم. أن تظلّ عاجزا مدى عمق جرحك
وعمره ........لأوّل مرّة أجرّب طعم النفي القاسي بعد أن تشبّثت برأس الهاوية حتى
آخر نقطة من صمودي ...... سقط الحل قاع الجرح، ونفض إ ذّاك يديه مني ،وأدبر
مسافرا كريشة تحطّ مكابرة على وجه صخرة أدمنت جلدي .... وأدمت بشدة براعم الفرح
المغروسة بعمق أصابعي ......سقط الحل وانتصر الجرح ....هكذا هي ..... نهاية ألم
بدأ كبيرا ومات كبيرا ...... خديجة ادريس
الاثنين، 2 أبريل 2012
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)