الجمعة، 13 ديسمبر 2013

وحجزت لروحي مكانا في قلبك





تتحوّل أفكارك إلى رماد باهت حين يمتطيك بعض من الحزن ، وكثير من القلق كإبل جموح يرفض أن يروّض ، وتظلّ الألفاظ بداخلك كوقود نار لم يشتعل بعد . فقط دماؤك العاجزة تعبث بك فتصبح من حيث لا تدري نهبا لرياح الحيرة ... مجروحة المعاني أستقلّ عل عجل آخر ما تبقّى لي من كلمات ... أترجّى شهقة البوح العسرة في يوم أغمضت الشّمس فيه عينيها ، وتركتني وحيدة أنتظر غبارها ، أستميل فمها وكأنّي متسوّلة تمارس خيبتها برضى ...مابالي بل ما بال ذاكرتي محبوسة لا تعرف روحها من جسدها ولا عاطفتها من قلبها فيتسلّل إحساس غريب مباغت يشبه رعشة الموت يغسلك من الدّاخل فيكاد يئنّ بعضك من بعضك وكأنّ بك خيبتان تستقتلان بدم واحد .... وأنا لا أزال موجوعة بما تكسّرأحاول انهاء يوم مليئ بالقلق والصّداع ، يتقلّب الحزن كيفما يشاء ليمنحني قبلته الوحيدة ولا أعجب من منحه وعطائه في ليلة ينام فيها الهجر بدموعه ... فرائحة البعد خانقة جدا ، شعور ينسلّ من شعور ويبثّ فيه اختناقه .... ويحلّ النّسيان ضيفا ليمنح مباركته .... لذاكرة معطّلة أصابها العطب .. أحاول قدر المستطعاع اصلاح كلماتي المخرّبة واستعطاف الحياة من جديد لتمنحني مزيدا من الوقت لألملم قطع ذاكرتي التي شتّتها خريف البعد الطّويل ... توشّحت حزني الأنيق في بكائه لأستدرج الكلمات إلى مخدعي البارد ... وعلى مائدتي قاسمتها نخبا من دمي وجزء من فمي واستلقيت كما ترقد جثّت الموتى وواصلت اشتهاءك ......فالكتابة تحتاج إلى انتحار ... إلى مسكّنات ... أو عمليّة شدّ الوجه لتصبح مغرية أكثر ... مثيرة أكثر في مباغتاتها ومشاكساتها غير المتوقّعة ... ها أنا ذا سيّدي آتية إليك والحرف المبتلّ بالشّوق يترقرق في فمي وفي عينيّ صراخ يترجمه البعد ... وفي روحي المثقوبة شوكة حبّ تجلس بين عروقي ... تتحرّش بي من حيث لا أدري ... متقطّعة الأنفاس أدخّن الهواء على مضض .... وكأنّي أحاول الموت بك .... علّ روحي المسكونة بك تحجز لها مكانا في قلبك لتقيم فيه                      خديجة إدريس
                                         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق