الخميس، 3 نوفمبر 2011

نصف ... أنثى




أدركت يوم التقيتك أنّي نصف أنثى مهدّدة بالاجتياح ، ولاحت من بعيد ، و خلف عينيك المبلّلتين بشوقي نهاية عصفورة من زجاج تسكنني ، ويسكنها مداد الزّهر المستباح ، كيف لي أن أقهر في حضرتك نهايتي المحاصرة ، وفي عقر منفاي تسلّلت أصابعك الورقيّة المغامرة أيّها المسكون بالنّسيان ... بل أيّها النسيان المسكون بالنّور ، مهزومة هي كلّ مشاريعك على شرفات المدينة ، محمومة هي تلك النظرات المستعجلة في رحيلها ، و تلك الحافلة العجيبة في اقتحاماتها ، وذاك الحزن المشتّت في كتاب تصارعه لام النّهي الجميلة ، وتلك الجريدة التي تركتها بشروقها المعتاد ، فوق طاولة مستديرة الوجه وكأنّها تسرق من تحت سكوننا نظرة خاطفة، وكأنّما مسحورة هي مثلي بنورك ، صرت عمياء لا أرى حولي غيرك ، ولا أسمع صوتا غير خطاك ، ولا اتبع شيئا غير ظلّك المسكون ، وكأني صرت في لحظة خاطفة ريشة مسلوبة الرّوح ، تنفخ فيها هواءك الطفوليّ، و تدوّرها بعصا سحرك المخملي ، و ترميها بعيدا كقطّة معاقبة ، كطفلة في مشاجراتك مشاغبة ، كلّها آمارات لهزيمتي المكابرة ، فمقتولة صرت أنا بلامك ، وبجريدتك ، وبمحطّّتك المقبلة ، وبجميع أقلامك ....وكلّ آهاتك المنثورة بين أزقّّّّّة مدينتي التي سكنتها عنوة ، ونثرت خطاك كما ينثر الخريف رحيقه المجنون .... وصرت معلّقة الرّوح كقشّة منسيّة ، أنتظر محطّّتك المقبلة   بقلم خديجة ادريس 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق