صرت أشرب دمعك كلّ صباح وكأن كل فناجين القهوة
صارت ضديّ ومعك في سير انتفاضتها ضد الوضوح ، تراها معارك البياض والصفاء قد انتهى
عهدها يوم التقيتك ، فصارت كل الطرق التي ترشدني اليك حالكة السواد خيوطها ،
شوارعها ، تتشابك تتباعد تتناثر فقط كي لا أصل إليك ، فأي انبجاس هذا لمحارة ضياعي
، كلّما أدركت أني وصلت وأكملت في هواك خاريطة الوقت ، تعيدني من حيث بدأت مهمّة
البحث عنك ، وكأنك تشتّتني عمدا ، تحرّكني عمدا فوق طاولة الاحتمالات والتوقعات ،
متى صرت احتمالا يلفظ أكثر من جرح ومعنى مستعصي النّواح ، بين يديك صرت كالطفلة
يسكنني أكثر من زورق ، واكثر من لعبة ، فقط لو تدرك أني من زجاج مرهف لبقيت تنفض
عنيّ كل غبار وكل ضياع وكل دمع يشوّه لوحتي الجميلة التي أخطتها باتقان ، وساعدتك
في ذلك كل الألوان التي تسكنني ، فتمهّل من فضلك وتذكّر اني من زجاج فلا تكسرني
بحروفك التي ترشقني بها من فوق غيمة ضياعك وكأنما كل الأطفال ساروا في انتفاضة ضد
الزجاج ..... فلاتكن من فضلك زعيم أحجارهم وطوبهم ففعلا صرت تقتلني جزءا جزءا
وكأني لا أستحق الموت الاّ بهذه الطريقة ........
خديجة ادريس