لا أستطيع
أن أكتم غيرتي ... وحدها تقفز من عينيّ وتفضحني وتصرخ في وجه كلّ أنثى مرّت بقربك أو
تسلّلت شقاوة إليك أو انتعلت خبثا أنثويا لتصل إليك ... جاهدة حاولت خنق أنفاسها بداخلي
وسجنها في إحدى الغرف في قاع عقلي حيث ترقد كلّ الأشياء التي لم تعد صالحة للاستعمال
... غير انّي عجزت عن قصّ جانحيها وقطع زهورها قبل أن تتفتّح براعم مشاكساتها عجزت حقّا عن ايقاف صراخها المستمرّ في وجهي
... وكأنّها منبّه لا يكلّ ولا يملّ من بعث أمواجه ورنّاته الصّاخبة في أذني ...حتّى
أنّي صرت أحيانا أغار من غيرتي و أستغرب عنادها الشّرس في تملّكك وكأنّها صارت أنثى
أخرى بداخلي تطالبك بمحبّتها الأبدية من دون النّساء ... جرّبت جميع المسكّنات والمهدّئات
والصّيام عن الأسئلة وتتبّع حركاتك ومشاكسات عطرك والبحث المستمرّ عن آثار أنثى خلّفها
صوتك وتآمر هاتفك وجيب معطفك وحذاؤك وحتّى ترصّد
أزرار قميصك وكأنّي لا أستطيع إلاّ أن أغرق في تفصيلك كي لا أترك منفذا أو ثغرة
أو مساحة شاغرة تتسلّل منها أيّ امرأة ... كصرصور يستوجب قتله في الحال .. ولا أعتقدني
صرت أفهم أيّ متاهة تقودني إليها غيرتي أو تخرجني منها أ و تبقيني فيها ففي كل الحالات
أظلّ خلفك وأمامك ومن بين جنبيك ملتصقة بك كجلدك الذي لا تستطيع أن تتخلّص منه
..... لا يسع قلبي المريض بك سوى فعل هذا
... وإلى حين أن يخترع علماء النّفس دواء للغيرة المفرطة تقبّل منّي سيّدي جميع ازعاجاتي
ومضايقاتي ومشاكساتي وحتّى ابداعاتي المتواصلة في التحقيقات معك وكأنّك بطل خرج لتوّه
من جريمة مرتكبة فاتتني بعض مشاهدها وملابسات حدوثها ، فتقبّل منّي عظيم غيرتي مبتسما
لأنّه لا يسعك سوى ذلك مادمت تنبض بقوّة بداخلي
بقلم : خديجة ادريس