حيّرتني
أزرارها الثلاثة المشرّعة في وجهي كسيف ضاع غمده لحظة تهوّر غير متوقّعة ، فالزرّ
الاول وقف ما بيني وبين أصابعي ، والزرّ الثاني اكل صوتي وتـــــــــــــركني مشوّهة
التعبير ... أمّـــــــــــا الزرّ الثالث فتكمن فيه مصيبة التّفسير ... كيف لها
أن تمتطي ظهر ما يسكنني ، وتكوّر في لحظـــــــــــــة غضب جميع كتاباتي ،
وكــــــــــأنّما أنا لست انا ... لا وجـــــــــود لشيء إسمه أنا .... يقف ما
بينها وبيني ، وما بينها وبينه ، وما بيني وبينه ، وما بينه وبيننا ... هكذا أصمّت
انفجاراتك بداخلي أصوات العصافير ، فأزرارك الثلاثة سيّدتي أدمتني حتىّ
الزّفيــــــــــــــــــــــــــر ، أوصلتني إلى دائرة من فراغ يملؤها الفراغ ...
حوّلتني من كأس تملؤه الدّهشة إلى شظايا مكسورة أخرسها تعب
المسيــــــــــــــــــر ، صرت بفعل أزرارك قطع تائهة ... تملؤها الحيـــــــــرة
ويفرغها وجع التّعبيــــــــر ..... حتى أنا املك أزرارا ...أقمارا
أدسّـــــــــها تحت وسادتي ... اتفقّدها كلّ ليلة ، واحرص على إغلاق فم
فمـــــــــــــها ... وامضي في حلمي أبحث لك عن تبرير كحمامة وردية أفتّش عنك ...
أبحث لك عمّ تبقىّ لي من حجج وتفسيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر
كــــــــــــــــــابوس
ان تعتقد غير ما يعتقده غيرك فيك ، فأنا اعتقدت ان الزرّ يبقى زراّ ، لكني اكتشفت
اخيرا ان أزرارك مختلفة جدا ان سائر الأزرار ، ليتني فقط تعلّمت كيف أخيط
أزرارك كما أخيط شعر دميتي حين تنتفه دميتي ... ليتني تعلّمتك قبل أن تتحوّل
ازرارك إلــــــــــى غير أزرار ... وكـــــــلماتك إلى غيـــــــــــــــــــــــر كلـــــمات .... خديجة ادريس