الجمعة، 30 سبتمبر 2011

التلة المباركة





بشوقي المقتول أتيت  جاثية الركبتين معلّقة  ناظريّ الى سماء مشقوقة الروح ؛  رفعت يديّ المثقوبتين من حيرتهما  وساءلت عمقها وأنا   جالسة جلوس المهزومين كيف للجرح أن يخلد خلود المدائن العتيقة وتهرم في حضرة أعمدته المنتصبة على قبري ؛ سمائي المشقوقة من وجهها العابس تسكت وتكتفي بنسخ سحبها العليلة  فطعمها  المرير جدا يذيقني علقم البداية الخاطئة  فمع كل قطرة تهبط من وحي سمائها  تدثّرني  بصحائف  من  خواء  استجمعت قلبي المكسور قطعة قطعة لأشكّل به لوحة معدنية لامرأة جديدة تسكنني تشمّع بمزيج ألوانها المباركة من  السماء طيورا مهاجرة الى معابر أخرى تسكنها اعشاش من لوح محظوظ   تعاستي تجلب الحظّ والشوك  والرّحيل  هكذا تخبرني النبوءة الجديدة وهكذا ربما أوحت لي تلك الأعشاش المطلّة علي حافة قبري المعدني أو هكذا ربما يخيّل إليّ هستيرية المنشأ  خريفيّة المولد مجنونة بالوراثة  كورقة مباركة  مبعوثة سقطت في فنجان  متسوّل خطأ  فتناثرت حوله نجوم  الامل صراعا  في وضح نهاره البائس  المائل للسقوط فتحت عينيا المبلّلتين من خلف فنجانه  وأدركت لحظتها أنّ النبوءة قد تحقّقت على عجل فخدود الزّهر الملقاة على عاتقي أورقت وانتشت من عليل الصدفة مدامعا من ورق تراها الزّهور أدركت كما الفنجان البارد المكسور أنيّ على موعد مع القدر فشرنقة البعث قد تآكلت وصرت على بعد خطواتها ألمح صورتي  ياقوتة جديدة أوجدتها زمرّدة من ذكرى تعيسة ولآلئ الجرح وسام استنسخ جهلا طريقه نحو تلّة لم تخلق بعد  ساتربّع على عرشها هذه المرّة تربّع المنتصرين وأداعب عشبها المبارك وأكلّم عصافيرها  الخضراء وأنحت على صخورها إسمي الجديد تحت نخلة الذكريات أدركت عظيم  تعاستي القديمة  فمباركة هي تلك الورقة وذلك الفنجان وتلك التلال وذاك المتسوّل وذلك المنشأ السّاكن في رحم الوريد مباركة هي كل الأشياء من حولي  .............
                                                                 خديجة ادريس 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق