الاثنين، 19 أغسطس 2013

قلم يكتب


لم أعد أكتب .. أنا فقط أحجب أشعّة ضعفي وأداريها بغيم تساؤلاتي الدائمة ، وألبس الورق أحرفي عنوة وأرغمها على الكلام ... فالصّمت حين يتمادى في جبروته يخنق كلّ العبارات وتصبح الأفكار من غير معنى مكتوبة بحبر لا قلب له ولا شهيّة فيه ... أحيانا نجد أنفسنا على هامش أمنياتنا تبّع لقلة نستنشق ما يخلّف وراءه من كلمات تصبح فجأة نحن ...فلا يطاوعنا البوح ثانية ونستثنيه من أمورنا الخاصّة ... وكأنّ الكتابة عن النّفس صارت جريمة لا تغتفر ، تستوجب الاقصاء الكليّ من الحياة ... الكتابة حياة بغضّ النظرعمّ نكتبه ونؤمن به ... فما يسكننا يحلّق عاليا كأعناق الزّهور يغرينا صوتها الهادئ في تتبّع حركات صولاتها حين تهزّها الرّوح ...وبعضها طبول تقرع لا أنغام لها سوى الطّرق ، والصّخب ، ودوران غير متّفق تحدثه أصابعنا حين لا نتقن قيادة الكلمات  ..
لست ادري إن كنت على رأس الحرف أكتب أم على الهامش أمارس هواية الخطّ العربي بمختلف أشكاله ... ولا يطالني من هذا الأمر كلّه سوى زفير لأفكار تلفظ أنفاسها قبل أن يلقيها مصيرها إلى قدرها المسطّر على شكل هواء ... أو مجرّد خربشة تبحث لها عن هويّة خارج إطار الوجع الذي اعتاد علينا واعتدنا عليه ، فأصبح هناك ما يسمّى بالتعايش الحرفي بحكم تعدّد الأزمات التي يعيشها القلب لحظة يتعرّى فيها كلّ شيء من حولنا ويصبح من الصّعب مداراة احباطاتنا ، وكشف عوراتنا وما يحيط بنا من ألم يفرض علينا علله ... فنجد أرواحنا من غير وعي معلّقة تنشد لحظة حقيقة نعيشها مع قلم يكتب بصدق ، نتداوى به من جراح الزّمن ونتقوّى به فلا مشاعر بعده غير الامل من غير خوف
فالكتابة مداواة لجرح ، أو قتل ضعف ، أو تجاوز قلق ، أو اطلاق صرخة أكلها الصّمت طويلا فاحتضنها الورق حين صار البشر مجرّد اعجاز نخل خاوية ... 
في كامل وعيي  العاطفي أقرّ بجميع اخفاقاتي وتهوّراتي الكتابية ... وأسلمك روح ما قلت وما لم أقل مع كامل جنوني 
                                                    خديجة ادريس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق